إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 16 أبريل 2014

معجزات المسيح عليه السلام

معجزات المسيح عليه السلام
 

قال تعالى:"وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين"(آل عمران:42).
"ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون"(آل عمران:44).
"إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين"(آل عمران:45).
"ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين"(آل عمران :46).
"قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"(آل عمران:47).
"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين"(آل عمران:48-49)
السؤال:لِمَ كرر الاصطفاء في الآية؟
الجواب:لقد تولى الله تعالى حفظ مريم ورعايتها من المهد، وغذاها بغذاء روحي، كما أمدَّها لغذاء البدن برزق غير مألوف في نوعه ولا في زمانه .
لقد كانت مريم تُعَدُّ إعداداً ربانياً عجيباً لتكون أُمًّاً لأعجب ولادة عرفتها البشرية إلى أن تفنى الحياة، وهي ولادة عيسى عليه السلام، من غير أب، فكان الاصطفاء الأول لها بالطهارة والعفة والعبادة والقنوت والخضوع لله تعالى، ثم كان الاصطفاء الثاني الأعلى والمتفرد الذي اختصها الله سبحانه به فلم تزاحمها فيه امرأة قط في هذا الوجود بأن تكون أُمَّاً لنبي من أكرم أنبياء الله ورسله-عليهم السلام .
"وما كنت لديهم .."
السؤال:كيف نُفِيَ حضور النبي صلى الله عليه وسلم في زمن مريم بقوله تعالى:"وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم"وذلك لا شك فيه عند منكري الوحي في زمنه صلى الله عليه وسلم-وترك نفي استماعه ذلك الخبر، وهو ما كانوا يتوهمونه؟
الجواب:كان معلوماً عند منكري رسالته صلى الله عليه وسلم علماً يقيناً أنه صلى الله عليه وسلم ليس من أهل القراءة والرواية، وكانوا منكرين للوحي، فلم يبق إلا المشاهدة والحضور، وهي في غاية الاستحالة فنفيت بأسلوب التهكم بالمنكرين للوحي مع علمهم أنه لا قراءة له ولا رواية، ونظيره قوله تعالى:"وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين"(القصص:44).وقال تعالى:"وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون"(القصص:46).وكأنه قيل لهؤلاء المنكرين:إن رسولكم أخبركم بما لا سبيل إلى معرفته بالعقل مع إقراركم بأنه لم يسمعه ولم يقرأه في كتاب، وتنكرون أنه وحي فلم يبق مع هذا ما يحتاج إلى النفي غير المشاهدة المنتقاة أصلاً لاستحالتها عقلاً .والله أعلم .
السؤال:لِمَ عبر عن المسيح-عليه السلام-بقوله تعالى:(بكلمة منه)؟
الجواب:نتفق مع القائلين بأن كل فرد من بني آدم-عليه السلام-خُلِق بكلمة(كن)ولكن لما كان خَلق عيسى-عليه السلام-من غير أب على خلاف بني آدم فكان تأثير الكلمة في حقه أظهر وأتم وأكمل، فجُعِل بهذا التأويل كأنه الكلمة نفسها .والله أعلم .
السؤال:لماذا قيل في الآية:(عيسى ابن مريم)والخطاب لمريم؟
الجواب:لإعلامها بنسبته إليها فلأنه يولد من غير أب فلا ينسب إلا إلى أمه، وبذلك فُضلت واصطفيت على نساء العالمين .والله أعلم .
السؤال:كان تكليم عيسى-عليه السلام-الناس وهو في المهد معجزة له فأي خصوصية أو معجزة في كلامه الناس كهلاً كما ورد في قوله تعالى:"ويكلم الناس في المهد وكهلا"؟
الجواب:يمكن أن يقال:إن المقصود منه أن الزمان يؤثر فيه كما يؤثر في غيره، حيث يتقلب في الأحوال من الصبا إلى الكهولة، ولو كان إلهاً ما تغير، فيكون الكلام دحضاً لعقيدة النصارى فيه بأنه إله .أو أن المراد أنه يكلم الناس في هاتين الحالتين بكلام الأنبياء من غير تفاوت بين حال الطفولة وحال الكهولة .والله أعلم
السؤال:لِمَ خص الكهولة من بين مراحل العمر في قوله تعالى(وكهلا)؟
الجواب:لأنها الحالة الوسطى في استحكام العقل وجودة الرأي .والكهل:ما اجتمع قوته وكمل شبابه، وهو مأخوذ من قول العرب :اكتهل النبات:إذا قوي وتم، قال الأعشى:
يُضاحك الشمس منها كوكب شَرِقُ مُؤَزر بجميم النبت مُكْتَهِلُ
والعرب تتمدح بالكهولة كما قال الشاعر:
وما ضَرَّ مًن كانت بقاياه مِثْلَنا
             شباب تسَامي للعُلَى وكُهولُ
وفي قوله تعالى(وكهلا)بشارة لمريم بأن وليدها يعيش إلى سن الكهولة .والله أعلم .
السؤال:ما الغرض من الاستفهام في الآية الكريمة"قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر"؟
الجواب:تعجب مريم مما بشرتها الملائكة به، واستبعاد الإنجاب من غير أب لمولودها الذي بُشرت به .إذاً الغرض من الاستفهام الاستبعاد والتعجب .والله أعلم .وما أبعد الفرق بين حالي زكريا ومريم-عليهما السلام-عند البشارة بالولد فحال زكريا كان حال راغب في الولد، مستبشر به، وحال مريم كان حال متبرئ من الولد، خائف من وجوده .
"..يخلق ما يشاء"
السؤال:لماذا قال-سبحانه-مخاطباً مريم:"كذلك الله يخلق ما يشاء"فاستعمل الفعل(يخلق)وقال مخاطباً زكريا-عليه السلام-في الرد على جوابه عندما بُشِّر بيحيى:"كذلك الله يفعل ما يشاء"(آل عمران:40)فاستعمل الفعل(يفعل)؟
الجواب:لأن الفِعْل أهون من الخَلْق وأيسر، فيصح أن تقول مثلاً :أنا أفعل ما أشاء، ولا يصح أن تقول:أنا أخلق ما أشاء فالفِعْل عام والخَلْق خاص .
هذا وإن إيجاد الذرية من أبوين مهما كانت حالتهما أيسر من إيجادها من أُم بلا أب .فناسب ذِكْر الفعل الذي هو أيسر من الخلق مع زكريا-عليه السلام-وناسب ذكر الخلق مع مريم التي لم يمسها بشر، لأن قصتها أغرب من قصته، وذلك أنه لم تعهد ولادة ولد من عذراء لم يمسسها بشر بخلاف الولد لزوجين مسنين فإنه مستبعد، وقد يُعْهَد مثله وإن كان نادراً، فلذلك أتى بالفعل(يخلق)المقتضي الإيجاد من غير إحالة على سبب ظاهر، وإن كانت الأشياء كلها بخلقه وإيجاده وإن كانت لها أسباب ظاهرة .والله أعلم .
السؤال:قال تعالى:"ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله"(آل عمران:49).
وقال تعالى:"وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني"(المائدة:110).
السؤال:لماذا تكرر قوله تعالى:"بإذني"أربع مرات في آية(المائدة)مع تقارب ألفاظها وإيجاز الكلام في حين لم يرد هذا القول في آية(آل عمران)إلا مرتين على الرغم من بسط المعني فيها؟
الجواب :اختلاف السياق في السورتين هو ما استدعى اختصاص كل موضع بما ورد فيه، بيان ذلك أن آية(آل عمران)وردت في سياق بشارة لمريم، وإخبارها بما مُنِحَ ابنها عيسى-عليه السلام-من شرف حمل الرسالة لبني إسرائيل والتحدي بمعجزاته .أما آية المائدة فقد بُنيت على توبيخ النصارى وتعنيفهم لمغالاتهم في عيسى ابن مريم، ولذلك تكرر فيها قوله(بإذني)أربع مرات عقب أربع معجزات خُص بها عيسى-عليه السلام-من خلق الطير، والنفخ فيه فيحيا، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، وهي الآيات التي ضل بسببها النصارى، ودفعتهم إلى القول بألوهية عيسى-عليه السلام-وجعلتهم يعتقدون التثليث-تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-فأعلم الله سبحانه-أن تلك الآيات بإذنه-سبحانه-، وأكد ذلك تأكيداً يرفع توهم حول أو قوة لغير الله تعالى .
السؤال:لِمَ بدئ في ذكر معجزات عيسى-عليه السلام-بقوله"أني أخلق لكم من الطين"فبدأ بالخلق؟
الجواب :لأنه أعظم في الإعجاز .والله أعلم .
بإذن الله
السؤال:لماذا ذكر قوله :(بإذن الله)عقب قوله:(فأنفخ فيه فيكون طيرا)وعقب قوله:"وأحيي الموتى"ولم يذكر ذلك عقب بقية الآيات والمعجزات في الآية؟
الجواب:لم يذكر قوله:(بإذن الله)عقب إبراء الأكمه والأبرص، والإنباء بالمغيبات اكتفاء بذكر ذلك في الخارق الأعظم، فإحياء الموتى مثلاً أعظم من الإخبار بالمغيبات، ونفخ الروح في الطين على هيئة الطير فيكون طيراً أعظم من إبراء الأكمه والأبرص، فاكتفى بذكر هذا القيد(بإذن الله)في الخارقين الأعظم، ولم يحتج إلى ذلك فيما عطف عليهما اكتفاء بالأول، إذ كل هذه الخوارق لا تكون إلا بإذن الله .والله أعلم .
السؤال:لم قيل في آية آل عمران:"فأنفخ فيه"بتذكير الضمير، وقيل:"فتنفخ فيها"(المائدة:110، بتأنيث الضمير مع اتحاد المقصود فيهما وهو الخلق من الطين كهيئة الطير؟
الجواب:ذُكِّرَ الضمير في آية(آل عمران)مراعاة للفظ المذكر قبلها، والتقدير:فأنفخ في ذلك الطين المُصور، فالضمير يعود إلى الطير أو الطين أو إلى الكاف، والتأويل:"فأنفخ في ذلك الطين أو ذلك الشيء المماثل لهيئة الطير .أما الضمير في آية المائدة(فتنفخ فيها)فيعود إلى الهيئة وهي مؤنثة، والتقدير:"أخلق لكم من الطين هيئة كهيئة الطير فأنفخ فيها".والله أعلم .
السؤال:ما المقصود بالخَلْق في قوله:"أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير....".
الجواب:معناه:أُصَور وأُقَدر لكم .فالمراد بالخلق التصوير والتقدير على مقدار معين لا الإيجاد من عدم فكان النفخ من عيسى-عليه السلام-والخَلْق من الله .والله أعلم .
المصدر- دار الخليج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق