كان
غيزا فيرم أحد أول العلماء الذين فحصوا
مخطوطات البحر الميت بعد اكتشافها عام 1947م برغم أن عمره وقتها لم يتعدي الخمسة والعشرون,ولكن كونه يهودي الأصل والثقافة واللغة,فقد مكنه ذلك من تأليف الترجمة المعيارية للمخطوطات إلى اللغة الإنجليزية والتي طبعت أولا عام 1962 م لتنشرها لاحقا بنغوين كلاسيكس عام2004م .
وهو الآن الأستاذ الفخري للدراسات اليهودية والزميل الفخري في معهد ولفسن في أكسفورد،ويتابع التدريس في المعهد الشرقي في أكسفورد,وحرر مجلة الدراسات اليهودية منذ 1971م وأصبح مدير منتدى أكسفورد حول أبحاث قمران (مخطوطات البحر الميت) بمركز أكسفورد للدراسات العبرية واليهودية,وهو زميل للأكاديمية البريطانية والأكاديمية الأوروبية للفنون والعلوم والإنسانيات،وحصل على دكتوراة حروف من أكسفورد عام 1988م وحصل علي أكثر من دكتوراه فخرية من جامعة إدنبرة في 1989م وجامعة درهام 1990م وجامعة شفيلد في 1994م .
لقد بذل القائمين علي هذه المخطوطات من باحثين يهود ومسيحيين محاولات مضنية للبحث في هذه المخطوطات عن شخصية
المسيح التي رسمتها الأناجيل الحالية وطال البحث ولم يجدوه, فليس هناك وصف بهذه المخطوطات
لإبن الله المصلوب ومحاكمته,وليس هناك هذا الإله المتجسد كما تحكي
الأناجيلالحالية,وليس هناك قيامة من القبر,وليس هناك دعوة لنشر المسيحية بين العالم كدين عالمي يخص بني إسرائيل وغيرهم .....إلي غير ذلك من إختلافات كثيرة مع مبادئ المسيحية والأناجيل الموجودة مما دفع هؤلاء القوم من يهود ومسيحيين قائمين علي ترجمة وفحص هذه المخطوطات إلي القول بعدم وجود ذكر للمسيح وإنجيله بهذه المخطوطات إلا القليل منهم علي إستحياء وقد تعرضوا لنقد لاذع في جو من السخرية والتهكم,وعلي النقيض قد ذهب بعضهم وشكك في وجود شخصية
المسيح التاريخية, مثل (جون أليجرو) وهو بريطاني من جامعة مانشستر وعضو من أعضاء اللجنة الثمانية المسموح لها فقط بالإطلاع علي المخطوطات,وإعتبر هذا أن قصة المسيح برمتها مجرد وهم,وهذا الإعتقاد الأخير فيه جانب من الحق والصدق,لإنه بالفعل شخصية المسيح أبن الله المصلوب وخروجه من القبر وغيرها من معالم
المسيحية الحالية هي مجرد وهم مخالف للحقيقة,وبالفعل قد تم تزييف التاريخ المسيحي في هذه القصة وتزوير ذاك الدين وعقيدته .
ولقد كان قول المسئولين عن المخطوطات المكرركثيراً بأن الشخصية المحورية التي قامت عليها المخطوطات (معلم الحق والصلاح) كانت قبل الميلاد,وكان لهذا القول تأثير قوي جداً لإبعاد أي محاولات لإثبات أن هذه الشخصية هي بعينها المسيح عيسي بن مريم, لإن ذلك الإثبات سيهدم العقيدة الدينية والسياسية لكيان دولة إسائيل ودولة الفاتيكان ومايتبعهما من تداعيات علي اليهود والمسيحيين في العالم أجمع فشخصية معلم الحق والصلاح تمثل محور المخطوطات وقاعدة وهيكل البناء كله وماعدا ذلك مجرد تفاصيل داخلية وكماليات لهذا الصرح الذي يمثل هذه الطائفة ولذا نجد في أقوال الكثير من هؤلاء المسئولين عن المخطوطات تأكيدهم المتواصل بأن معلم الحق والصلاح كان تاريخ ظهوره قبل الميلاد بقرن أو قرنيين من الزمان أو أنه يمثل أول معلم لهذه الطائفة عند بداية ظهورها قبل الميلاد بمأتي عام,في حين أن قانون الطائفة نفسها الموجود بهذه المخطوطات يبين أن معلم الحق والصلاح هو أخر معلمي هذه الطائفة,ففي الترجمة العربية للاستاذ الدكتور سهيل زكار بالطبعة الأولي نجد في قانون الطائفة بيان للقواعد التي يجب أن يسير عليها معلم الصلاح :-
(يجب أن تنسق كل معارفه المكتشفه خلال العصور ويقومها مع مبادئ عصره .... عليه أن يخفي تعاليم الشريعة عن رجال الكذب,ولكن عليه أن يفضي بالمعرفة الصحيحة والحكم والعدل لأولئك الذين إختاروا الطريق القويم,وعليه أن يرشدهم إلي كل المعارف حسب روح كل منهم وطبقاً لقوانيين العصر) .... ...... ... قانون الطائفة
إن هذه المواد القانونية عندهم تعني بلاشك أن شخصية معلم الحق والصلاح هي الشخصية الأخيرة التي بعثت من عند الله لبني إسرائيل,لأنه سيقوم بتعديل وتقويم الشريعة والمعارف الدينية لأبناء جيله وطبقاً لمبادئ عصره,وهذا سلوك إيماني سليم فكل نبي سيأتي بوحي من عند الله يعدل به التفاسير الخاطئة والتعاليم الدخيلة علي الشريعة التي أحدثها أحبار بني إسرائيل بالتحريف والتأويل,وهذا بالتالي يعني أن الشخصية المحورية لشريعة وقوانيين الطائفة هي شخصية أخر نبي من أنبياء بني إسرائيل,وهذا سيكون بلاشك وبلا إختلاف المسيح عيسي بن مريم لأنهم قد حددوا أخر وجود لهذه الطائفة في عام 70م وحتي ذلك الوقت لم يبعث الله سبحانه أحد كمجدد ومقوم للشريعة اليهودية من بعد المسيح بن مريم الذي رفعه الله سبحانه للسماء عام 33م علي أرجح تقدير,أضف إلي ذلك أن المخطوطات قد حددت وبينت أن تدمير القدس علي يد الرومان كان بعد أربعين عام من ظهور معلم الحق والصلاح,ممايعني أن التوافق التاريخي أيضاً يثبت أن هذا المعلم هو المسيح بن مريم عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق