إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 17 أبريل 2014

الأناجيل

كتبه / م.ج. لوبلا
إذا قرأت لوقا 3-1:2 فسوف تجد، كما وجدت أنا، أنّ لوقا (الذي لم يكن واحدا من الحواريين الاثني عشر ولم يلتق عيسى عليه السلام مطلقا)قال أنه لم يكن بنفسه شاهدا على حياة عيسى عليه السلام، وأن المعلومات التي جمعها كانت من شهود ', 'عيان، وليست كلمات أوحى له بها الله عز وجل. وبالمناسبة، لماذا يبدأ كل إنجيل بالكلمات "وفقا لـ …"؟ السبب في ذلك أنه ليس هناك إنجيل واحد يحمل توقيع كاتبه الأصلي! حتى الدليل الداخلي في متّى 9:9 يثبت أن متّى لم يكن كاتب الإنجيل الأول الذي يحمل اسمه:
"وعندما مر عيسى قدما" من ذلك المكان، رأى (عيسى)رجلا، اسمه متّى، جالسا يستقبل الزبائن: وعندها قال (عيسى) له (لمتّى)، اتبعني. ونهض (متّى)، وتبعه (تبع عيسى)."



ولا يحتاج المرء لخيال واسع ليرى أن الأسلوب المستخدم في الرواية أعلاه للإشارة إلى عيسى عليه السلام ومتّى لا يدل أبدا أن أحدهما هو الكاتب، بل يدل على أن هناك شخصا ثالثا كتب ما رأى وسمع – رواية منقولة، وليست كلمات موحاة من الله عز وجل.
ومن الجدير بالذكر، ومما هو معروف جيدا في الأوساط الدينية، أن اختيار الأناجيل الأربعة الحالية للعهد الجديد (متّى، مرقس، لوقا، ويوحنّا) تم فرضه من قبلمجمع نيقية عام 325 للميلاد لأسباب سياسية تحت رعاية الإمبراطور الوثني قسطنطين، وليس من قبل عيسى عليه السلام.
ولم يكن عقل قسطنطين قد استنار بالدراسة أو الإلهام. فقد كان وثنيا وطاغية ومجرما، ولم يتورع عن قتل ابنه وزوجته وآلاف الأبرياء بسبب شهوته للسلطة السياسية. وقد صادق قسطنطين على قرارات أخرى في العقيدة النيقاوية مثل قرار تسمية المسيح عليه السلام "ابن الله الوحيد".

وقد تم إخفاء مئات الأناجيل والكتابات الدينية عن الناس. بعض تلك الكتابات كانت مكتوبة من قبل حواريي عيسى عليه السلام، والعديد منهم كانوا شهود عيان على أعمال عيسى عليه السلام. قرر المجمع النيقاوي إتلاف جميع الأناجيل المكتوبة بالعبرية وقد نتج عن هذا إحراق ما يقارب ثلاثمائة رواية. وإذا لم تكن تلك الكتابات أكثر مصداقية من الأناجيل الأربعة الحالية، فإنها على الأقل مساوية لها في المصداقية. بعض تلك الكتابات لا زال موجودا حتى الآن مثل إنجيل برنابا  ( لقرائته اذهب الي فهرس إنجيل برنابا ) وراعي هرماس الذي يتفق مع القرآن.* ولا يزال إنجيل برنابا حتى الآن رواية شاهد العيان الوحيدة لحياة ورسالة عيسى عليه السلام. وحتى في يومنا هذا فإن البروتستانت وشهود يهوا وسبتيّو اليوم السابع وطوائف ومذاهب أخرى يشجبون نسخة الإنجيل التي يستخدمها الكاثوليك لأنها تحوي سبعة كتب "إضافية". لقد قام البروتستانت بشجاعة بإلغاء سبعة كتب كاملة من نسختهم من "كلام الله". بعض الكتب المحذوفة هي كتب جوديث، وتوبياس، وباروش، واسثر.
أما فيما يتعلق بتعليم عيسى عليه السلام للإنجيل، فإن كتبة الأناجيل يكررون ذكر أن المسيح كان يعلم الإنجيل: متّى 9:35، مرقس 8:35، ولوقا 20:1. وقد استخدمت كلمة GOSPEL (إنجيل ) بشكل متكرر في هذه الأناجيل . أما في الطبعة اليونانية الجديدة للعهد الجديد فقد استخدمت كلمة EVANGELION ومعناها "البشارة" بدلا من كلمة GOSPEL .

سؤالي هو: أيّ إنجيل بشّر به عيسى (عليه السلام)؟

هناك جزء بسيط من كتب العهد الجديد السبع والعشرين الذي يمكن قبوله على أنه كلام عيسى (عليه السلام)، ومن بين الكتب السبع والعشرين هناك أربعة فقط عرفت على أنها نسبت إلى إنجيل عيسى (عليه السلام). ويفترض أن بولس كتب الكتب الثلاثة والعشرين الباقية. المسلمون يؤمنون أن عيسى (عليه السلام) أعطي بشارة الله عز وجل، ولكنهم لا يعتبرون الأناجيل الأربعة الحالية كلام عيسى (عليه السلام).

أول الأناجيل هو إنجيل مرقس الذي كتب حوالي 60-75 للميلاد. كان مرقس ابن أخت برنابا. وكان متّى جامع ضرائب، موظف بسيط لم يتجول مع عيسى (عليه السلام). أما إنجيل لوقا فقد كتب بعد ذلك بكثير، وفي الحقيقة فقد اعتمد على نفس المصادر التي اعتمدها كل من مرقس ومتّى. كان لوقا طبيب بولس، ومثل بولس، فهو لم يلتق بعيسى (عليه السلام) مطلقا. بالمناسبة، هل تعلم أن أسماء مرقس ولوقا لم تكن ضمن أسماء الحواريين الاثني عشر المذكورة في متى 4-10:2؟

والآن فإن أسماء الحواريين الاثني عشر هي هذه؛ الأول، سيمون، والذي يدعى بطرس،واندراوس أخوه؛ وجيمس ابن زبيدي، ويوحنّا أخوه؛ وفيليب، وبارثولوميو؛ وتوماس، ومتى جامع الضرائب؛ وجيمس ابن الفايوس، وليبايوس، الذي كانت كنيته ثادايوس ,وسيمون الكنعاني، ويهوذا الإسخربوط، الذي خانه أيضا.
إنجيل يوحنّا هو من مصدر مختلف، و قد كتب حوالي سنة 100للميلاد. و يجب أن نفرق بين "يوحنّا" الذي نتحدث عنه الآن، و يوحنّا الحواريّ، الذي أعدمه "أجريبا الأول" عام 44 للميلاد، و ذلك قبل كتابة هذا الإنجيل بفترة طويلة. و يجب أن نذكر أنه ولمدة قرنين من الزمن، كان النقاش محتدما بشدة فيما إذا كان ممكنا اعتماد إنجيل يوحنّا كرواية موثوقة لحياة عيسى، وفيما إذا كان ممكنا تضمينها داخل الكتاب المقدّس.

النصارى، كما كنت أنا أفعل في يوم من الأيّام، يتفاخرون بالإنجيل وفقا لمتّى، وفقا لمرقس، وفقا للوقا و وفقا ليوحنّا. مع ذلك، إذا فكّرنا بالأمر، لا يوجد و لو حتّى إنجيل واحد منسوب إلى عيسى عليه السلام نفسه. وفقا لمقدّمة KJV New Open Bible Study Edition (كما هو مبين في المقطع أدناه)، فإن كلمة "إنجيل" أضيفت إلى العناوين الأصليّة، "وفقا ليوحنّا، وفقا لمتّى، وفقا للوقا و وفقا لمرقس".
في وقت مبكّر أعطي لهذا الإنجيل عنوان Kata Matthaion ،"وفقا لمرقس".
وكما يوحي هذا العنوان، فإن روايات أخرى للإنجيل كانت معروفة في ذلك الوقت(كلمة "أنجيل" أضيفت فيما بعد).

إن الإذن بتسمية كتابات تبدأ بعبارة "وفقا لـ ... " بالإنجيل لم يعط من قبل عيسى أو بإرشاد إلهي. هذه الكتابات؛ متّى، لوقا، مرقس و يوحنّا لم يكن مقصودا بها أصلا أن تكون الإنجيل. لذلك فمقولة مرقس 1:1 بأن كتابته هي إنجيل عيسى عليه السلام لا يمكن أن يكون رواية حقيقيّة.
و يجب أن نذكر أنّ المسلمين يجب أن يؤمنوا بجميع الكتب السماوية بصورتها الأصليّة، وبجميع الرسل دون أن يفرّقوا بين أحد منهم: الصحف (إبراهيم)؛ التوراة (موسى)؛ المزامير (داود)؛ الإنجيل (عيسى)؛ والقرآن (محمد). إن القرآن ينص صراحة على أن الله عز وجل أنزل التوراة والإنجيل. لكنّ هذه الكتب المقدسة لم تبق على صورتها الأصلية، باستثناء القرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى للبشرية كلها في كل مكان ولكل زمان.

بالإضافة إلى أسباب أخرى لإنزال القرآن للبشرية، كما هو مذكور في 5-18:4، فقد أنزل القرآن لينذر النصارى من عقاب الله الشديد إذا لم يكفوا عن القول أن الله اتخذ ولدا:
) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ^ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً( (الكهف:4-5) .
إن المسلمين يؤمنون بإخلاص أن كل شيء بشر به عيسى عليه السلام كان من عند الله عز وجل؛ الإنجيل: البشرى وهدى الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل.
ليس هناك مكان واحد في الأناجيل الأربعة الحالية يذكر أن عيسى (عليه السلام) كتب كلمة واحدة من إنجيله، ولا حتى أنه أصدر تعليمات لشخص آخر كي يفعل ذلك. إن ما يتم تداوله اليوم على أنها "أناجيل" ما هي إلا أعمال أيدٍ بشرية لطرف ثالث. يقول القرآن الكريم 2:79:

) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ( (البقرة:79)
قبل اختتام هذا الفصل، أود أن أشارككم بعض الملاحظات من مقال نشر في أخبار وتقرير العالم في الولايات المتحدة بعنوان بحث عن عيسى، 8 نيسان 1996، صفحة 53-47:
 خلص عالم الإنجيل المعروف روبرت فنك وخمسون أستاذ دين أن ما لا يزيد على 20% من الأقوال المنسوبة إلى عيسى (عليه السلام) وأقل من تلك النسبة من أفعاله موثوق. ومن بين الأقوال والأفعال التي اعتبرت غير موثوقة: صلاة الرب، حديث الصليب وأيّ ادعاء لعيسى (عليه السلام) بالألوهية، ولادة العذراء، معظم معجزاته وبعثه الجسدي. (صفحة 49).
يستنتج يوحنّا مائير من الجامعة الأمريكية الكاثوليكية في واشنطن أن:
·  ولد المسيح حوالي عام 7 ق.م. في الناصرة، وليس في بيت لحم كما يقول إنجيل لوقا.
·  رغم التعاليم الكاثوليكية الرسمية القائلة أن مريم أم المسيح (عليهما السلام) بقيت عذراء طوال حياتها، يقول مائير أن عيسى (عليه السلام) كان له أربع اخوة وأختان على الأقل، وهذه التفاصيل تنبثق من أناجيل مرقس ويوحنّا وكتابات بولس. ويضيف مائير أن ولادة عيسى من أم عذراء "لا يمكن إثباته أو نفيه" عن طريق البحث التاريخي.
·  قضى عيسى (عليه السلام) فترة كهنوتية قصيرة في الخليل كمعلم، ونبي، وصانع أفعال يعتبرها البعض معجزات.
·  تم القبض عليه في القدس وصلبه في عهد بونتياس بيلات حوالي عام 30 للميلاد. زعم أتباعه أنه قام من الموت. (صفحة 50)

·  يعتقد يوحنّا كروسان، أحد أغزر الباحثين المعاصرين إنتاجا، وهو كاهن كاثوليكي سابق وأستاذ فخري في جامعة ديبول في شيكاغو، أن الأدلة التي جمعها بإمكانها أن تنفي معظم التعاليم النصرانية التقليدية. فهو يقول مثلا أن الرواية الإنجيلية للعشاء الأخير وظهور عيسى (عليه السلام) المتكرر بعد قيامته من الموت، لم تكن إلا محاولات من قبل أتباعه المخلصين للتعبير عن إحساسهم المستمر بوجوده بعد الصلب. (صفحة 52)

الرجوع الى قسم العقيدة المسيحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق