إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 16 أبريل 2014

قيامة يسوع من بين الأموات

قبل مناقشة مسألة القيامة ( قيامة المسيح بعد صلبه المزعوم)، يتوجب التنويه إلى أن عطلة يوم الفصح النصرانية (EASTER ) ، وهو اليوم المزعوم لقيامة عيسى (عليه السلام)، كان أصلا عيدا وثنيا مخصصا لتكريم يوستر (EOSTER)، وهي إلهة الضوء والربيع الجرمانية. وكانت الأضاحي تقدم
لتكريم الآلهة في يوم الاعتدال الربيعي (وهو اليوم الربيعي الذي تعبر فيه الشمس خط الاستواء ويتساوى فيه الليل والنهار). ومنذ القرن الثامن استخدم اسم (EASTER) للدلالة على الاحتفال السنوي لذكرى قيامة عيسى (عليه السلام). وهكذا، ومرة أخرى، أخذ النصارى جهل الوثنية وربطوه مع عيسى (عليه السلام).


من أين إذا أتى إيمان النصارى بالقيامة ؟ لقد أتوا به من تعاليم بولس (17:18أعمال الرسل). بولس، الذي قال أنه حواري معتمد من قبل عيسى (عليه السلام) وفقا لخياله الخاص، لم ير عيسى (عليه السلام) مطلقا، ومع ذلك أعلن أن عيسى (عليه السلام) ابن الرب (الأفعال  أعمال الرسل9:20)، واعترف أن عقيدة القيامة من تعاليمه الخاصة (تيموثاوس الثانية  2:8). إذا، فعقيدة النصرانية المعاصرة القائلة بأن الإيمان بالصلب/القيامة ضروري للتكفير عن الخطايا ليست من تعاليم عيسى (عليه السلام). إن ذنوب الناس كانت تغفر قبل الصلب والقيامة المزعومين، كما هو مبين في سفر مرقس 2:5:
"وعندما رأى عيسى ايمانهم، قال للمشلول، "يا ولدي، ذنوبك قد غفرت،""
وفي سفر لوقا 7:48:
"وقال لها، "ذنوبك قد غفرت""
وأكثر من هذا، فإن معرفة أن عيسى (عليه السلام) غفر الخطايا قبل الصلب أو القيامة يناقض الإيمان بأن دم عيسى (عليه السلام) يغسل الذنوب. فكما ورد في سفر تثنية الاشتراع 24:16:"لن يقتل الأباء بسبب الأبناء، ولن يقتل الأبناء بسبب الآباء؛ كل شخص سيقتل بسبب ذنوبه هو."
إن معتقد نصارى هذا العصر هو معتقد بولس. وقد برر بولس معتقده بما ورد في سفر الرومان 4-7:1:
"ألا تعلمون أيها الاخوة (فأنا أتكلم مع أولئك الذين يعرفون القانون) كيف أن للقانون السيادة على الإنسان طالما أنه على قيد الحياة؟ فالمرأة التي عندها زوج مرتبطة بزوجها قانونا طالما هو حيّ، ولكن إذا مات الزوج، فهي تتحرر من قانون زوجها. ولذلك فإن تزوجت من رجل آخر –بينما زوجها حي – فإنها تسمى زانية: ولكن إن مات زوجها، فإنها تتحرر من القانون، فهي لا تكون زانية مع أنها تزوجت رجلا آخر. ولذلك، يا اخوتي، فإن القانون يصبح ميتا بجسد المسيح، فأن تتزوجوا من آخر، حتى ولو كان من الذي قام من الموت، فإننا نكون قد أحضرنا فاكهة للرب."
تبين النصوص المذكورة أعلاه بوضوح أن بولس فرق بين عيسى والمسيح (عليه السلام). ووفقا لتفكيره فإن القانون الذي ربط بين عيسى (عليه السلام) وأتباعه لم يعد ضروريا لأن عيسى قد مات. فأتباع عيسى (عليه السلام) لم يعودوا "متزوجين" منه، ولكن من المسيح الذي أوحى لبولس بقانون جديد، لذلك من الضروري اتباع المسيح وليس عيسى (عليه السلام)، فكل من يلتزم بتعاليم عيسى (عليه السلام) يكون ضالاّ. إن استخدام مثل هذا التحليل هو الذي مكن بولس من جمع عقائده الخاصة بالخلاص والتكفير عن الذنوب، والتي لم يبشر بها عيسى (عليه السلام) مطلقا. ولقد لاقت هذه العقائد رواجا كبيرا، فهي، وبكلمات قليلة، بشرت بأن الإنسان يستطيع أن يفعل ما يشاء دون أن يتحمل تبعات أفعاله، شريطة أن يقول في نهاية الأمر "آمنت بالمسيح". وعلى أية حال، فإن المقدمة المنطقية الأساسية التي اعتمد عليها تعليل بولس زائف، فعيسى (عليه السلام) لم يصلب ولم يقم من الموت، ولهذا فعقائد الخلاص والتكفير عن الذنوب التي جاء بها عقائد خاطئة أيضا.
هل تعلم أن الكنيسة قبلت عقيدة التكفير عن الخطايا بعد ثلاثة أو أربعة قرون من مغادرة عيسى (عليه السلام) لهذه الأرض؟ اقرأ سفر تثنية الاشتراع 24:16، وسفر أرميا 18:20 وسترى أن عقيدة التكفير هذه تناقض العهد القديم (القانون). يقول سفر تثنية الاشتراع 24:16:
"لن يقتل الأباء بسبب الأبناء، ولن يقتل الأبناء بسبب الآباء؛ كل شخص سيقتل بسبب ذنوبه هو."
ويقول سفر أرميا 18:20:
"…كل شخص سوف يموت بسبب خطيئته."
ويقول سفر حزقيال 18:20:
"لن يعاني الابن بسبب خطيئة أحد الوالدين، ولا أحد الوالدين بسبب خطيئة الابن؛ ستكون تقوى التقي له وحده، وشر الشرير له وحده."
والآن لنقرأ سفر متّى 2&7:1 وسفر كورنثوس الأولي 3:8. ليس هناك سبب يدعو إلى التكفير عن الخطيئة الأصلية. يذكر سفر متّى 19:14 بوضوح أن الأبناء (أي شخص في أي وقت) مكانهم ملكوت السماء. إن فكرة "الانتماء لملكوت السماء" يتماشى مع الاعتقاد الإسلامي بأن:
"كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه." (حديث شريف)
بالإضافة إلى هذا، يقول عيسى (عليه السلام) في سفر مرقس 26-11:25 وسفر لوقا 4-11:1 أن الذنوب يغفرها الرب. فلا حاجة إذا لتكفير عيسى (عليه السلام) عن الذنوب. ورد في سفر مرقس 26-11:25 :
"وعندما تقف مصليا، سامح، إذا كان لك حق عند أيّ شخص لكي يغفر لك الأب الذي في السماء خطاياك. ولكن إذا لم تغفر، فإن أباك الذي في السماء لن يغفر خطاياك"
وورد في سفر لوقا 4-11:1:
"وكان يصلي في مكان ما، وعندما توقف، قال له أحد حوارييه، "أيها المعلم، علمنا كيف نصلي، كما علم يوحنا أيضا" حوارييه."، فقال لهم، "عندما تصلون قولوا أبانا الذي في السماء، تقدس اسمك. جاء ملكوتك. كما أنت في السماء كذلك ستكون على الأرض. أعطنا خبزنا اليومي يوما بيوم. واغفر لنا ذنوبنا؛ فنحن أيضا نغفر لكل من هو مدين لنا. ولا تغونا؛ ولكن خلصنا من الشر ."
ومرة أخرى نؤكد ما جاء سابقا من أن عيسى (عليه السلام) لم يأت ليدمر القانون، ولكن بولس هو من ألغى القانون الموسوي. اقرأ ما ورد في سفر أعمال الرسل 13:39:
"وأولئك الذين يؤمنون به مبرئين من كل شيء. وحتى ما لا يمكن تبرئته في قانون موسى."
إن "السلطة" التي جمعها بولس سمحت له بالادعاء أن بركات الكتاب المقدس لم تكن مقصورة على اليهود، ولكنها لجميع المؤمنين. وهذا أيضا مناقض لرسالة عيسى (عليه السلام) وتعاليمه وأهدافه. لقد كانت رسالة عيسى (عليه السلام) الحقيقية هي القانون. نفس القانون الذي أرشد آدم وإبراهيم وموسى ونوح وجميع الأنبياء الآخرين، بما في ذلك نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي تنبأ به الكتاب المقدس كما ورد في القرآن.
 بقيلم / م.ج. لوبلا
الرجوع الى قسم العقيدة المسيحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق