إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 17 مارس 2014

غزوة بدر الكبرى في أسفار اليهود والنصارى

غزوة بدر الكبرى في أسفار اليهود والنصارى
29-09-2013  |  مركز التأصيل للدراسات والبحوث
فبدا الباحثان بمقدمة حول النبوءة الدينية الصادقة وشروطها ومنها: أن تصف حدثا أو جملة من الأحداث في إشارات ذات دلالة تاريخية , وأن ترتبط النبوءة غالبا بحدث مستقبلي لاشخاص أو مجموعات بشرية قد لا تصرح بأسمائهم ولكنها تشير إلى أدوارهم التي سيقومون بها, كما يمكن أن تدل على مكان تتحقق فيه النبوءة, ولهذا اهتم الباحثان بالإشارات الجغرافية في هذه النبوءة.


غزوة بدر الكبرى في أسفار اليهود والنصارى
دراسة في دلالات المكان من الإشارات الواردة في سفر أشعياء
بحث منشور في مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
عمل للدكتورة: ليلى صالح محمد زعزوع الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبد العزيز, والأستاذ: عصام أحمد حسين مدير الباحث في مقارنات الأديان.
ــــــــــــــــــ
كثرت الإشارات إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب التي أنزلت قبله, ولعل مما بقي منها عدد من الإشارات إليه صراحة أو ضمنا لتؤكد ان هذا الدين حق وموصول من عند الله سبحانه بشهادة هذه الشهود من تلك الكتب.
ولعل أكثر ما يسلب الألباب هو ذكر أحداث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه في هذه الكتب ومنها سفر أشعياء الذي امتلأ بإشارات تدل على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ونبوته.
ففي سفر أشعياء فقرات كاملة تؤكد ما أشار إليه الصحابي الجليل وحبر الكتاب المقدس عبد الله بن سلام بوجود علم واسع عند أهل الكتاب بالنبي صلى الله عليه وسلم وصفاته ونشأته ونبوته, فيقول سفر أشعياء عن صفات النبي المرتقب التي لا نجدها تنطبق على احد مثلما تنطبق على رسول الله محمد: "هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي ابتهجت به نفسي، وضعت روحي عليه ليسوس الأمم بالعدل, لا يصيح ولا يصرخ ولا يرفع صوته في الطريق لا يكسر قصبة مرضوضة، وفتيلة مدخنة لا يطفئ. إنما بأمانة يجرى عدلا. لا يكل ولا تثبَّط له همَّة حتى يرسخ العدل في الأرض، وتنتظر الجزائر شريعته. هذا ما يقوله الله، الرب خالق السماوات وباسطها، وناشر الأرض وما يستخرج منها"[1].
ولذا اهتم هذا البحث بجانب مهم وهو نبوءة أشعياء التي جاءت عن حدث تاريخي في حياة امة العرب, فيحاول الباحثان التعمق في دلالاته وإشاراته الجغرافية لاستظهار ان هذا الحدث الجلل لم يكن إلا إرهاصا لغزة بدر الكبرى وهي من الأحداث البارزة في حياة المسلمين.
واليكم هذا النص بترجمات متعددة كما ورد في البحث:
"وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ، يَا قَوَافِلَ الدادانيين, هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ, فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ، وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ, فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ،  وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ» [2].
وفي نسخة فانديك المعتمدة (1977)
"وحى من جهة دومة: صرخ إلى صارخ من سعير: يا حارس ما من الليل يا حارس ما من الليل؟ قال الحارس: أتى صباح وأيضا ليل. إن كنتم تطلبون فاطلبوا، ارجعوا تعالوا. وحى من جهة بلاد العرب: فى الوعر فى بلاد العرب تبيتين يا قوافل الدادانيين.  هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان تيمان. وافوا الهارب بخبزه. فإنهم من أمام السيوف قد هربوا. من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب. فإنه هكذا قال لى السيد: فى مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار. وبقية عدد قسى أبطال بنى قيدار تقل لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم".
وفي نسخة كتاب الحياة (1988):
"نبوءة بشأن أدوم: هتف صارخ من سعير: يا رقيب ماذا بقى من الليل؟ أما آن له أن ينتهى؟, فأجاب الرقيب: أشرق الصبح ولكن الليل أقبل معه، فإن رغبتم فى السؤال فاسألوا ثم تعالوا وارجعوا إلى الله, نبوءة بشأن شبه الجزيرة العربية:
ستبيتين فى صحارى بلاد العرب يا قوافل الدادانيين, فاحملوا يا أهل تيماء الماء للعطشان. واستقبلوا الهاربين بالخبز, لأنهم قد فروا من السيف المسلول والقوس المتوتر، ومن وطيس المعركة, لأنه هذا ما قاله لى الرب: فى غضون سنة مماثلة لسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار, وتكون بقية الرماة، الأبطال من أبناء قيدار قلة، لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم".
فبدا الباحثان بمقدمة حول النبوءة الدينية الصادقة وشروطها ومنها: أن تصف حدثا أو جملة من الأحداث في إشارات ذات دلالة تاريخية , وأن ترتبط النبوءة غالبا بحدث مستقبلي لاشخاص أو مجموعات بشرية قد لا تصرح بأسمائهم ولكنها تشير إلى أدوارهم التي سيقومون بها, كما يمكن أن تدل على مكان تتحقق فيه النبوءة, ولهذا اهتم الباحثان بالإشارات الجغرافية في هذه النبوءة.
ثم تساءل الباحثان عن من هو العطشان الذي ورد ذكره فيها ومن الهارب في رحلة الهروب الوعرة في بلاد العرب وما هي الأحداث التي حدثت بعد رحلة الفرار وما هو الحدث الضخم الذي سيحدث بعد رحلة الفرار بعام واحد تماما والذي سيفنى فيه كل مجد لقيدار ويكون بعده بقية الرماة الأبطال من أبناء قيدار قلة؟
ومن الخطوات البحثية والنتائج المرحلية للبحث استنتج الباحثان ما يلي:
- حددت النبوءة بلاد العرب مكانا لبدء الوحي على هذا النبي.
-لم يكن هناك وحي في بلاد العرب بعد هذه النبوءة سوى على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء وما بعدها.
- وصفت بلاد العرب بالوعورة وهو لفظ دقيق فالوعر هو الجبل في اللغة وأرض العرب جبلية وعرة.
- حددت النبوءة مكانين للرحلة فمنشأ خروج المرتحل هي مكة وجهة المقصد المدينة.
- حددت النبوءة سبب الهجرة "فإنهم من السيوف قد هربوا" ونتذكر أن ليلة الهجرة وقف عدد من فرسان مكة على بيته الكريم ليقتلوه وهو خارج للصلاة فنام على بن أبي طالب في فراشه وهاجر هو صلى الله عليه وسلم.
- في النبوءة اعتراف بمدى الظلم الذي وقع على النبي من قومه.
- في النبوءة يطلب أشعياء من سكان منطقة تيماء مناصرة المهاجر الهارب والعطشان واتباع دينه.
- النبوءة تخاطب الددانيين وتعريفهم في معجم الكتاب المقدس هم سكان تيماء في شمال الحجاز.
- تبشرهم النبوءة بأن أبناء قيدار سيفنى مجرموهم بعد عام واحد فقط من تلك الهجرة بتحديد أنه سيحدث حدث جلل بعد سنة من هجرة العطشان.
- وصفت الأسلحة التي ستتم بها المعركة بالقسي والسيوف.
- الإشارة أخيرا بان هذا النص ليس من وضع النبي أشعياء بل هو كلام اهلي أمره بتبليغه.
ثم بدأ الباحثان في البحث عن الكلمات التي وردت في النبوءة من الترجمات في القواميس والمصادر النصرانية المعتمدة لتخرج بان هذه الكلمات والمصطلحات التي وردت في الترجمات لم تخرج عن أصلها الذي دلت عليه مثل: الفرق بين كلمتي العرب وعربة وأيضا كلمتي تيماء وتيما.
ان هذا البحث على اختصاره إلا انه يبقى الضوء على قضية هامة جدا ينبغي أن يتم الاهتمام بها والبحث في أعماق جذورها.
جزى الله كاتبي هذا البحث خير الجزاء
 


[1] أشعياء مبتدأ الإصحاح رقم 42 نسخة كتاب الحياة
[2] سفر أشعياء إصحاح 21
 لتحميل الدراسة انقر هنا: 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق