نقض أدلة ألوهية الروح القدس:
1- لم يذكر المسيح في أي موضع من الأناجيل أن الروح القدس إله, كما لم يذكر الثالوث.
2- لم يذكر أي من كتبة الأناجيل على لسانه أو على لسان الحواريين أن الروح القدس إله.
3- الاستدلال الوحيد على ألوهية الروح القدس جاء من نص وحيد في إنجيل يوحنا, (بعد المسيح بحوالي 60 عامًا) , يقول فيه «الله روح», ولم يقل «إن الروح هو الله», والفرق كبير بين التعبيرين, فإن (الله روح) وصف لله تعالى مثل (الله نور), أما القول إن الروح هو الله فهو إقرار بألوهية الروح وهذا ما لم يذكر.
4- ورد بالعهد الجديد نصوص مثل «الله محبة» و «الله نور», وبتطبيق نفس طريقة الاستدلال وجب أن يكون النور أقنومًا رابعًا فيكون (النور هو الله) , كذلك تكون المحبة أقنومًا خامسًا وتكون (العاطفة هي الله).
(يوحنا 4: 24 الله روح.والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا).
(يوحنا 4: 8 ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة).
(يوحنا 1: 5 وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة).
5- بولس الذي نادى بألوهية المسيح لم يخطر على فكره الثالوث أو ألوهية الروح القدس فقد قال في رسائله (عبد الله والرب يسوع) ولم يذكر أنه «عبد الروح» أو يعلم أي شيء عن «الروح» أو «الثالوث»!.
أ- (1 كورنثوس 1: 1 بُولُسُ الْمَدْعُوُّ رَسُولًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ... 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
ب-(2 كورنثوس 1: 1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ،....2 نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
ج-(كولسوي 1: 2. ..... نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
فهل من الطبيعي أن بولس لم يذكر أي شيء عن الروح القدس أو الثالوث ثم يقرر المجتمعون في القرن الرابع أن الروح القدس إله وله مجدٌ متساوٍ مع الآب والابن؟!.
هل من الممكن أن يغفل المسيح ويغفل كتبة الأناجيل ويغفل بولس في رسائله عن الروح القدس, ثم يقال في القرن الرابع إن الروح القدس له مجد متساوٍ مع الآب والابن، وإله كامل وأقنوم من الثالوث؟.
6- ذكر العهد الجديد أن المسيح سيجلس عن يمين الله, فأين الروح القدس ولماذا تم تجاهله!؟
(أعمال 7: 56 فقال: ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله).
7-ذكر يوحنا في رؤياه الخروف بجوار الله عند العرش كرمز للسيد المسيح, ولم يذكر أي شيء عن الروح: (رؤيا 21: 22 ولم أر فيها هيكلًا لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها.23 والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها)...أين الروح!؟.
وأيضًا (رؤيا 22: 1 وأراني نهرًا صافيًا من ماء حياة لامعا كبلّور خارجًا من عرش الله والخروف)!!.
(رؤيا 22: 3 ولا تكون لعنة ما في ما بعد.وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه).
8- جاءت تعبيرات مثل (ملكوت الله والمسيح) فأين ملكوت «الروح القدس» إن كان له مجد متساو؟
(أفسس 5: 5 فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاَللهِ).
9- جاء في العهد الجديد: أحب الله «الابن» وأنه أعطاه كل شيء فأين الروح؟.
(يوحنا 3: 35 الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده).
10- يبيّن لنا العهد الجديد أنه لا رسول إلا وهو أقل منزلة من مرسله, فقد قال المسيح: (يوحنا 13: 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ).
وقد بين العهد الجديد أيضًا أن الآب سيرسل الروح القدس! , فهل لهما مجد متساوٍ كما تذكر قوانين الإيمان أم أن الآب (راسل الرسل وصاحب العرش), أعظم من الجميع الذين أرسلهم!؟.
(يوحنا 14: 26 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب..).
12- كيف يكون للروح القدس مجدٌ متساوٍ والله يعطيه ويمنحه لمن يطلبه منه.
(لوقا 11: 13. .الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه).
الروح والروح القدس في الكتاب المقدس والقرآن الكريم:
ذكرت الروح في العهد القديم والجديد بمفردها أو مضافة إلى الله تعالى (روح الله) أو مضافة للقدس (روح القدس), وكلها بمعان واضحة ومقبولة بعيدًا عن ادعاء الألوهية, فقد جاءت الروح حسب العهد القديم والجديد بمعنى:
الروح جاءت بمعنى نَسمة الحياة:
أ-(الجامعة 12: 7 فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى الله الَّذِي أَعْطَاهَا).
ب- (مرقس 15: 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح).
ج- (كورنثوس 6: 19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ الله).
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم: الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إلَّا [الإسراء: 85].قَلِيلًا
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي [الحجر: 29].فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ
2- الروح جاءت بمعنى جبريل 5:
أ- (زكريا 7: 12 بل جعلوا قلبهم ماسًا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين).
ب- (أعمال 10: 38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه).
«هل العبارة السابقة تعني أن يسوع هو الله والروح هو الله!؟».
ج-(متى 1: 18 لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس)
د-(لوقا 2: 26 وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب)
هـ- (1 صموئيل 10: 6 فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة:
أ- [الشعراء: 193].نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُب- الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى [النحل: 102].وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
وروح القدس (جبريل 5), هو الذي أيد وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَالله تعالى به عيسى 5 كما جاء في الآية الكريمة: [البقرة: 87].مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ
ج- دعا النبي 0 لحسان بن ثابت فقال: (اللهم أيده بروح القدس)( ).
3- الروح جاءت بمعنى الوحي والإلهام والحكمة:
أ- (لوقا 1: 67. وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلًا)
ب- (لوقا 4: 1. أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية).
ج- (لوقا 1: 41. .....وامتلأت اليصابات من الروح القدس)
د- (اعمال 21: 4...وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى أورشليم). (هل بولس كان ينقصه الروح!؟)
د-(متى 12: 36 لأن داود نفسه قال بالروح القدس).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
يُنَزِّلُ الْأ- مَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن [النحل: 2].يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
4- الروح جاءت بمعنى التأييد والثبات والقوة:
أ- (قضاة 3: 10 فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل).
ب- (قضاة 14: 6 فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي).
ج- (لوقا 11: 13.الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
أُوْلَئِكَ كَتَبَأ-قال تعالى عن المؤمنين [المجادلة:فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ 22]
5 – الروح جاءت بمعنى الملائكة:
(رؤيا 5: 6. ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض).
(فهل هناك سبعة أرواح قدس؟ وهل يكون كل منها روح الله!, التي فُسرت بمعنى حياة الله!؟).
6 – الروح جاءت بمعنى شيطان:
(مرقس 1: 23. وكان في مجمعهم رجل به روح نجس).
الخلاصة:
الروح سواء أكانت مضافة إلى الله، أم إلى القدس، أم بدون إضافة، فإن المعنى أنها صادرة عن الله تعالى, وكل ما سوى الله فهو مخلوق من مخلوقاته. ونسبة الروح لله بالقول (روح الله) هي نسبة تعظيم، لا تأليه كالقول: جبال الله وأرض الرب.
(مزمور 36: 6 عدلك مثل جبال الله), (هوشع 9: 3 لا يسكنون في أرض الرب).
هَـذِهِ نَاقَةُ اللهويماثلها في الإضافة ما جاء في قول الله تعالى: [الأعراف:73].لَكُمْ آيَة
[لحج:وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وقوله: 26].
من الفصل السابع من كتاب البيان الصحيح لدين المسيح .
والحمد لله رب العالمين ...
...........................................
د/ ياسر جبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق