إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 26 مارس 2023

صعود تعداد المسلمين في أوروبا

صعود تعداد المسلمين في أوروبا

Avrupa’da Müslüman Nüfusun Yükselişi Üzerine

ترجمه إبراهيم كرثيو

مركز المجدد للبحوث والدراسات

يتزايد عدد السكان المُسلمين الذين يعيشون في أوروبا يومًا بعد يوم، فمن المتوقع أن يزداد تعدادهم بنسبة 4.6٪ على الأقل حتى في حالة لم تكن هناك هجرة في السنوات الثلاثين المقبلة. من ناحية أخرى، فإن عدد السكان المحليين في أوروبا وغالبيتهم من المسيحيين، يتناقص تدريجياً بسبب انخفاض معدلات المواليد. مما يجعل القارة العجوز  التي لا تستطيع تجديد سكانها، في حاجة ماسة إلى الهجرة، لكن موضوع الهجرة يشتمل أيضاَ على تحديات مثل الاندماج والعمالة في أوروبا.

وفقًا لمركز بيو للأبحاث Pew Research Center الشركة الرائدة في أبحاث الرأي العام في العالم، فإن عدد المسلمين في أوروبا سوف يزداد ما بين 4.6٪ و7.4٪  على مدى السنوات الثلاثين القادمة، حتى في حالة لم تكن هناك أي هجرة. [1]  يتناول البحث الذي يحمل عنوان “ارتفاع عدد السكان المسلمين في أوروبا” مستقبل السكان المسلمين المتزايدين وتأثيره على أوروبا على ثلاث سيناريوهات: “تأثير الهجرة المعتدل” و “تأثير الهجرة الكبير” و “بدون هجرة”. والسبب الرئيسي وراء الزيادة التدريجية في عدد السكان المسلمين المقيمين في أوروبا هو أن السكان المسلمين هنا هم من فئة الشباب وأن معدلات الخصوبة لدى المسلمين مرتفعة جداً.

تعد ألمانيا الوجهة المفضلة في هجرة المسلمين إلى أوروبا. كما أن أدنى معدل مواليد في أوروبا مسجل في ألمانيا وهو 1.5٪. من ناحية أخرى فإن معدل الخصوبة لدى المسلمين في ألمانيا مرتفع جداً.  وهذا التحول الذي من المرجح أن يحدث في التركيبة السكانية لألمانيا على المدى البعيد لصالح المسلمين، يبين أهمية قبول “الواقع الإسلامي” في ألمانيا.

وفقًا للسيناريو الثاني للدراسة، إذا استمرت الهجرة المعتدلة إلى أوروبا، فإن عدد السكان المسلمين في القارة سيزداد بنسبة 11.2٪ في الثلاثين عامًا القادمة. ووفقًا للسيناريو الثالث للبحث، ونظراً للهجرة المكثفة بين عامي 2014 و 2016، فمن المحتمل أن يرتفع عدد السكان المسلمين في أوروبا  إلى 14٪ بحلول عام 2050.

عند دراسة مثال ألمانيا فقط، التي بلغ فيها عدد السكان المسلمين حاليًا 6٪ من المتوقع أن يبلغ العدد إلى 20٪ بحلول عام 2050. هذه النسبة تعني أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في ألمانيا قد يصبح مسلمًا في المستقبل. وفقًا للدراسة، تعد ألمانيا الوجهة المفضلة في هجرة المسلمين إلى أوروبا. كما أن أدنى معدل مواليد في أوروبا مسجل في ألمانيا وهو 1.5٪. من ناحية أخرى فإن معدل الخصوبة لدى المسلمين في ألمانيا مرتفع جداً.  وهذا التحول الذي من المرجح أن يحدث في التركيبة السكانية لألمانيا على المدى البعيد لصالح المسلمين، يبين أهمية قبول “الواقع الإسلامي” في ألمانيا.

وفقًا للدراسة التي قام بها مركز بيو، هاجر بين عامي 2010 و2017،  3.7 مليون مسلم إلى أوروبا. حوالي 2.5 مليون منهم في فئة المهاجرين النظاميين، والتي تشمل الموظفين والطلاب… إلخ. الدولة الأوروبية الأكثر شعبية بالنسبة للمهاجرين النظاميين هي المملكة المتحدة.  أما 700000 الباقون الذين هاجروا إلى أوروبا خلال الفترة المحددة فهم اللاجئون وطالبي اللجوء. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد التقرير أيضا أن حوالي 160.000من المسلمين الذين هاجروا إلى أوروبا في فترة السنوات السبع المذكورة قد تحولوا إلى المسيحية أو أصبحوا غير متدينين.

في الوقت الذي يتنامى فيه تعداد المسلمين في أوروبا، فإن عدد سكان الأوروبيين المقيمين يتناقص تدريجياً بسبب معدل الخصوبة البالغ 1.6٪. [2].من أجل تجديد سكان أي منطقة جغرافية داخل حدود معينة من دون هجرة، يجب أن يكون معدل الخصوبة 2.1٪ على الأقل.  أما بخصوص معدل الخصوبة المسلمين في أوروبا فهو 2.6٪. [3] وفي هذا الصدد ، فإن معدل الخصوبة المنخفض في أوروبا يؤدي إلى زيادة في نفقات التقاعد ، وشيخوخة السكان ، وانخفاض في الإنتاج وفرص التوظيف. وفقًا لـ “تقرير الشيخوخة” الصادر عن المفوضية الأوروبية، فإن نسبة إعالة المسنين في أوروبا ستزداد أكثر في المستقبل. [4]

تشير الإحصائيات إلى أن حاجة أوروبا للسكان الشباب ضرورية.  فيمكن اعتبار الهجرة كمخرج لأوروبا لأنها تجدد وتنعش السكان وتجلب ديناميات جديدة إلى الجغرافيا. في واقع الأمر، تساهم ظاهرة الهجرة أيضًا في النمو الاقتصادي في الاقتصادات الوطنية على المدى الطويل. تستند الادعاءات القائلة بأن المهاجرين قد تركوا مواطنهم لأنهم عاطلين عن العمل إلى الحجة القائلة بأن هناك “عمالة ثابتة ”. ومع ذلك، لا توجد أشياء ثابتة أو عدد من الوظائف محدود في المشاركة الاقتصادية. لا يستحوذ المهاجرون على وظائف السكان المحليين فحسب، بل يزيدون أيضًا من حجم النمو الاقتصادي. [5] في هذه المرحلة ، من الواضح أن السكان المسلمين المستقرين والمهاجرين يمثلون فرصة مهمة لأوروبا.

حقيقةً في الدراسة التي قام بها مركز بيو، نرى أن النظرة إلى المسلمين أكثر سلبية في المناطق التي ينخفض ​​فيها عدد المسلمين في أوروبا، بينما تكون وجهة النظر أكثر إيجابية في المناطق الجغرافية التي يعيش فيها المسلمون بشكل مكثف. لوحظ في البحث أن هناك تصوراً سلبيا ًتجاه المسلمين، خاصة في دول أوروبا الشرقية والجنوبية مثل المجر وإيطاليا وبولندا واليونان، أي في المناطق الجغرافية التي يكون فيها عدد المسلمين قليلًا نسبيًا. وفي فرنسا وألمانيا، حيث يعيش معظم المسلمين في أوروبا، لوحظ أن النظرة السلبية التي تستهدف المسلمين أقل، على الرغم من مواجهة العديد من الأحداث المتطرفة.

المزيد من السكان المسلمين في أوروبا يعني المزيد من التأثير الإسلامي بطريقة ما. من ناحية أخرى فإن زيادة النفوذ الإسلامي تجلب معه موضوعاً جديدًا لاختبار الاتحاد الأوروبي الذي يتخذ من عبارة “الوحدة في التنوع” شعاراً له. في الواقع، يعتبر المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية في أوروبا. اليوم، ما يُكون أوروبا 5٪ منهم مسلمين، ووفقًا لنتائج بحث مركز بيو فإن هذه النسبة ستزداد في المستقبل. في الوقت الذي سوف ينخفض فيه عدد سكان أوروبا من 495 مليون نسمة إلى 463 مليون في 30 سنة القادمة، فإن تعداد المسلمين البالغ 25 مليون نسمة سوف يتضاعف ثلاث مرات إلى 75 مليونًا. إن الهجرة حقيقة من حقائق العالم الحديث وحق من حقوق الإنسان؛ لذا يتعين على أوروبا إما أن ترفع معدل الخصوبة أو على الأقل طرح سياسة سلمية للهجرة من خلال سياسة إيجابية للهجرة على المدى المتوسط.

المراجع:

[1] “Europe’s Growing Muslim Population”, Pew Research Center, 29 Kasım 2017. http://www.pewforum.org/2017/11/29/europes-growing-muslim-population/ .

[2] Eurostat, “Fertility Statistics”, May 2018, https://ec.europa.eu/eurostat/statistics-explained/index.php/Fertility_statistics .

[3] Harriet Sherwood, “Muslim population in some EU countries could triple, says report” The Guardian, Nov. 29, 2017, https://www.theguardian.com/world/2017/nov/29/muslim-population-in-europe-could-more-than-double .

[4] European Commission, “The 2012 Ageing Report: Economic and budgetary projections for the 27 EU Member States (2010-2060) ”, 2012, Brussel, s. 27.

[5] Deniz Ülke Arıboğan, Duvar: Tarih Geri Dönüyor, İstanbul: İnkılap Yayınları, 2017, s. 71.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق