الخميس، 17 أبريل 2014

أسطورة القيامة من بين الأموات

بالتأكيد هى أسطورة ، ويمكن أن نطلق عليها أكبر خدعة فى التاريخ .
لم يجد اليهود الذين فوجئوا بأنهم قد خدعوا , ولم يصلبوا المسيح كما كانوا يتوهمون ، لم يجدوا أمام مكر الله بهم إلا مزيدا من العناد والكفر ، إنها كارثة من قبل السماء إذن ، وهم لا يمكن أن يعترفوا بالهزيمة حتى أمام الله ذاته . لذلك لم يجدوا أمام الظهور المباغت للمسيح عليه السلام إلا أن يقولوا لقد قام من بين الأموات , أى نحن نجحنا فى صلبه , وهو نجح فى القيامة .
ولأن العقل ليس له أمة ينحاز إليها ، ولأن العقل لا يمكن أن يضعف أمام شهوة المال أو الجنس ، ولأن العقل يخرج من تحت الأنقاض والحطام شامخا ليس عليه ذرة غبار واحدة ، فإنه يقول لنا هؤلاء القوم كذابون .




ليس لقيامة المسيح فائدة ، لأن اليهود يؤمنون بعودة الموتى وقيامتهم ، وقد قدمت من الأدلة ما يكفى على ذلك فى أثناء حديثى عن عدم صلب المسيحبشهادة الكتاب "المقدس" ، فلا داعى لإعادته هنا ثانية ، ولكننا نكتفى بإشارة سريعة .
لقد ظهر المسيح ثانية لهم ، ومع ذلك لم تجرؤ أى رواية   أن تدعى على لسان المسيح أنه قد قام من الموت , لم يقل المسيح بلسانه هو – لا بلسان كتبة الإنجيل إنى قد عدت إلى الحياة ولا قد قمت من الموت .
العبارات التى قالها المسيح بعد الظهور الثاني
فقال لهما يسوع "لا تخافا ‍, اذهبا قولا لإخوتى أن يوافونى إلى الجليل ،      وهناك يروننى"      متى (28 : 10)
" ولكن بعضهم شكوا ، فتقدم يسوع وكلمهم قائلا : قد سلمت كل سلطة فى السماء وعلى الأرض ، فاذهبوا إذن وتلمذوا جميع الأمم ......."                     
متى (28: 17 –20)
"أخيرا ظهر للأحد عشر تلميذا فيما كانوا متكئين ووبخهم على عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم ، لأنهم لم يصدقوا الذين شاهدوه بعد قيامته" مرقس (16: 14)
"فقال لهم : ما لكم مضطربين ؟ ولماذا تنبعث الشكوك فى قلوبكم ؟ انظروا يدى وقدمى فأنا هو بنفسى ، المسونى وتحققوا ، فإن الشبح ليس له لحم وعظام كما ترون لى ."
ثم قال لهم أعندكم هنا ما يؤكل ؟ فناولوه قطعة سمك مشوى فأخذها أمامهم وأكل ثم قال لهم هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا ما زلت بينكم : إنه لابد أن يتم كل ما كتب عنى فى شريعة موسى وكتب الأنبياء والمزامير . ثم فتح أذهانهم ليفهموا الكتب ، وقال لهم : هكذا كان لابد أن يتألم المسيح ويقوم من بين الأموات فى اليوم الثالث"                             لوقا (24 : 38 – 46 )
"فقال لها : لا تمسكى بى , فإنى لم أصعد بعد إلى الآب ، بل اذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى سأصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم"
                                                      يوحنا (20 : 17)
"فقال لهم يسوع : سلام لكم  , كما أن الآب أرسلنى أرسلكم أنا" 
  يوحنا (20: 21)
"فقال له يسوع : ألأنك رأيتنى آمنت ؟ طوبى للذين يؤمنون دون أن يروا"
       يوحنا (20 :29)
هذا هو كل الكلام الذى قاله المسيح بعد ظهوره ، وكما ترون لا توجد عبارة واحدة يقول فيها :"إنى قد عدت أو قمت من الموت " بضمير المتكلم ، والعبارة الوحيدة التى قيلت ، جاءت فى إنجيل لوقا بضمير الغائب إضافة لتناقضها مع الأناجيل الثلاثة الأخرى , فهل من المنطق أن تبنى عقيدة القيامة على لا شئ ؟‍‍‍‍ ما الذى كان سيضر المسيح لو أنه قال موضحا لهم "إننى قد صلبت ، وإننى قد مت ، وإننى قد عدت إلى الحياة ؟
ميتٌ أم نائم ؟
كان المسيح عليه السلام عادة يتكلم بطريقة غامضة مجازية ، كان يتحاشى أن يكون مباشرا ، وكان ذلك الأمر يسبب تشويشا لدى اليهود والتلاميذ على السواء ، وإليكم بعض الأمثلة :-
خمير الفريسيين والصدوقيين
 حذر المسيح عليه السلام تلاميذه من خبز الفريسيين  و الصدوقيين ، فبدؤوا يتساءلون عن سبب ذلك ، لقد فهموا المعنى المباشر للكلمة – ومعهم الحق فى ذلك لكن المسيح وبخهم على قلة إيمانهم وفهمهم قائلا :"كيف لا تفهمون أنى لم أكن أعنى الخبز حين قلت لكم خذوا حذركم من خمير الفريسيين  والصدوقيين ؟ عندئذ أدرك التلاميذ أنه لم يكن يحذرهم من خمير الخبز ، بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين"                         متى (16 : 11 – 12)
إذن (فالخبز هو التعاليم) .
الهيكل
 لم يتحمل المسيح رؤية هؤلاء الباعة الذين يبيعون البقر والغنم والحمام فى باحة هيكل سليمان ، لقد استفزوه إذن باستهانتهم ببيت الله فجدل سوطا من حبال ، وطردهم جميعا من الهيكل ، ولكن هذه الجرأة استفزت مشاعر اليهود ضد المسيح عليه السلام وقالوا له :
 "هات آية تثبت سلطتك لفعل ما فعلت !" فأجابهم يسوع : "اهدموا هذا الهيكل، وفى ثلاثة أيام أقيمه" فقال له اليهود : "اقتضى بناء هذا الهيكل ستة وأربعين عاما ، فهل تقيمه أنت فى ثلاثة أيام ؟ ولكنه كان يشير إلى هيكل جسده ، فلما قام من بين الأموات فيما بعد ، تذكر تلاميذه قوله هذا ، فآمنوا بالكتاب والكلام الذى قاله يسوع . وعلى الرغم من أن المسيح لم يقدم لليهود أى دليل على سلطته ، لأن إجابته لهم تشبه قول رجل إنه صعد إلى القمر ، فلما طالبه الناس بدليل قال اصعدوا وسوف تجدون اسمى على صخرة هناك ! لكن الذى يعنينا هنا أنهم أيضا لم يفهموا كلامه ، وكان يقصد بالهيكل جسده !!"
            يوحنا (2 : 18 – 22)
 أى أن هيكل سليمان = جسد يسوع
هل كان المسيح يتعمد أن يسبب لهم هذا الاضطراب الذهنى والعصبى ، وما العلاقة بين الخبز والتعاليم أو بين الهيكل والجسد؟ ، لماذا لا تقال المعانى بشكل مباشر ؟ ، بدلا من كل هذه اللوغاريتمات ؟
النوم والموت
 استخدم المسيح عليه السلام النوم بمعنى الموت ، وفى كل مرة ،  وللأسف الشديد لم يفهم الناس ولا التلاميذ .
 "ثم قال يسوع : "لعازر حبيبنا قد نام ، ولكنى سأذهب لأوقظه ، فقال التلاميذ : يا سيد ، إن كان لعازر قد نام فإنه سينهض معافى ، وكان يسوع يعنى موت لعازر ، أما التلاميذ فظنوه يعنى رقاد النوم" .
                                                    يوحنا (11 : 11 – 13)   
أى أنه استخدم النوم بمعنى الموت .
 لقد ماتت ابنة رئيس الكهنة ، وألجم الحزن أباها وأطفأ عينيه هول الصدمة، ولكن المسيح طمأن الرجل ، وذهب المسيح إلى بيت الرجل ، وأحياها بإذن الله  , تعالوا إلى هذا المشهد
 "وكان الجميع يبكونها ويندبونها ، فقال : لا تبكوا إنها لم تمت ، بل هى نائمة ‍‍‍‍‍‍"فضحكوا منه ، لعلمهم أنها ماتت ولكنه بعدما أخرجهم جميعا ، أمسك بيدها، ونادى قائلا : "يا صبية ، قومى " فعادت إليها روحها ، ونهضت فى الحال" .
                     لوقا (8 : 52 – 55)
 وهنا سمى المسيح الموت نوما .
الموت والضلال
 أطلق المسيح عليه السلام لفظ الموت على الضلال . فقد تحدث عن هذا الولد العاق الذى ترك أباه وأنفق كل ثروته فى المجون والخلاعة ، ولما ذاق مرارة الجوع  والفقر ، عاد إلى أبيه نادما ، ولما رآه عانقه بحرارة ، طالبا صفحه و مغفرته ، وحينما شرع الأب فى الاحتفال بعودة ابنه الضال ، إذا بأخيه الأكبر يغضب لأنه كان مطيعا لوالده ، وكان هو أولى بالاحتفال من أخيه العاق فقال له الأب "يا بنى ، أنت معى دائما ، وكل ما أملكه هو لك ولكن كان من الصواب أن تفرح وتبتهج ، لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد "    
 لوقا (15 : 31 – 32)
وهناك الكثير من النصوص التى تثبت أن معظم لغة المسيح مجازية تحير أكثر مما تريح وتربك أكثر مما تهدئ ، وكان اليهود والتلاميذ فى كل مرة عاجزين عن فهمه حتى إنه لما ظهر لهم ثانية (القيامة بين الأموات) ، ولم يكونوا يتوقعون عودته أو قيامته ، لأنهم أصلا لم يفهموا عبارته . "فقال لهما : يا قليلى الفهم وبطيئى القلب فى الإيمان ، أما كان لابد أن يعانى المسيح هذه الآلام ثم يدخل إلى مجده"                                        لوقا (24 : 25 – 26)
 "وأخيرا ظهر للأحد عشر تلميذا فيما كانوا متكئين ، ووبخهم على عدم إيمانهم ، وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين شاهدوه بعد قيامته"              
مرقس (16 : 14) 
الإيمان والكفر
استخدمت كذلك كلمة الموت والحياة تعبيرا عن الإيمان والكفر ، فالمؤمن حى وإن مات , والكافر ميت وإن كان حيا . فالقيامة من بين الأموات تعنى الصعود من بين غير المؤمنين .
النص : "من آمن بى ، وإن مات فسيحيا ، ومن كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد"                                            يوحنا (11 : 25 – 26)
الكــارثة :
 لم يفهم التلاميذ أن المسيح سوف يقوم من بين الأموات بمعنى العودة إلى الحياة مرة أخرى ، ولكنهم أدركوا أنه على قيد الحياة حينما رآوه ، فمن الذى قال إنه كان ميتا موتا حقيقيا ثم قام من موته ؟ حتى إن التلاميذ أنفسهم بعدما رأوه لم يذكر أحد منهم أن المسيح كان ميتا ، لقد كان تركيزهم فقط على رؤيته وظهوره ، هل هي  مؤامرة  قد دبرها اليهود بليل لإيهامنا أن المسيح قد مات موتا حقيقيا ؟ فمن أعطى لنفسه الحق في أن يكون  أكثر فهما وإيمانا من تلاميذ المسيح ؟ من الذى سرب إلى العقول أنه قد مات حقيقة وقام حقيقة ، وخصوصا أن الموت قد استخدم فى الإنجيل بمعنى النوم ؟ لقد كان المسيح نائما لا ميتا ، وقد أثبتنا من قبل أن قيامة المسيح ليس لها أية فائدة ,وإذا كانت تعبيرات المسيح مجازية وغامضة ، وإذا كانت كل المعانى بين الموت والنوم والضلال  متداخلة كل هذا التداخل ، فمن الذى قال إن الموت هو موت على وجه الحقيقة ؟ ولماذا لا يكون نوما ؟ ولماذا لا تكون الأموات بمعنى الضالين من اليهود الذين كفروا من اليهود ؟ لم يقل المسيح ذلك , ولم يقله الحواريون فمن الذى قال ؟ .

*صاعقة*
يمكن رفض  عقيدة القيامة من خلال التحليل اللغوى كالآتى :
لا توجد عبارة واحدة قال فيها المسيح بأن ابن الإنسان سيقوم من  الموت ، ولكن العبارة المستخدمة سيقوم من بين الأموات ، وهل المسيح كان مدفونا مع الأموات أم دفن وحده ؟ ؟ !! ‍‍
وباستخدام اللغة المجازية فإن الأموات غير الموت, والأموات تطلق على الموتى الحقيقيين ، وهذا لم يحدث حيث أنه مات منفردا .
أو تطلق على موتى القلوب الذين لا يؤمنون ويكون المقصود بهم الكتبة والشيوخ والفريسين ، ويكون المعنى أن المسيح سيقوم ويصعد إلى السماء من بين هؤلاء الذين لم يؤمنوا به وهذا ما حدث بالضبط .
*صاعقة*
آية القيام من الأموات كان ينبغى أن تكون آية للفريسين والكتبة وفقا لرواية متى ولوقا ، كيف لم يظهر لهم المسيح ثانية  بعد أن وعدهم بهذه الآية ؟
"عندئذ أجابه بعض الكتبة والفريسين قائلين يا معلم نرغب فى أن نشاهد آية تجريها فأجابهم "جيل شرير خائن يطلب آية ، ولن يعطى آية إلا آية يونان النبى........."               متى (12: 38 –40)
"عند الظهور الثانى ، كان ينبغى أن يريهم نفسه ، وحيث إن كتاب الأناجيل لم يدونوا هذا الموقف  ، فإن الفريسين معهم الحق فى أن لا يؤمنوا لأنهم ينتظرون الآية حتى الآن .‍
فهل كانت القيامة من بين  الأموات هى أكبر خدعة فى التاريخ ؟
إن تناقض الروايات بشأن نهاية يهوذا ، وإلحاح الشيوخ والكتبة على الادعاء بسرقة جثة (يسوع) لهو أكبر دليل على أن المصلوب كان يهوذا ، وأنه عند الظهور الثانى للمسيح ، لم يكن لائقا بهم أن يعترفوا بالهزيمة أمام الله ، وأنهم فشلوا فى صلب المسيح ، فقاموا بسرقة جثة يهوذا ، ووضعوها فى حقل الدم ، حتى لا يستطيع أحد أن يثبت أن المسيح لم يصلب ، لأنه   بذلك :
1- لا يوجد جثة فى القبر .
2- إذن المسيح قد قام .
3- ومع التعذيب والضرب الذى تعرض له يهوذا ، شوهت الجثة التى وضعوها فى حقل الدم ، وقالوا مرة أنه انتحر ، وندم على خيانته للمسيح ورد ثمن الخيانة لرؤساء الكهنة والشيوخ ؟ متى (27: 3- 8)
ثم عادوا وناقضوا أنفسهم وقالوا إنه لم يندم ولم يرد ثمن خيانته واشترى حقل الدم ومات فيه ميتة طبيعية"              أعمال الرسل (1 : 17 –20)
وغالبا ما يترك اللصوص دليل إدانتهم .
أين يهوذا الإسخريوطى ؟
 يهوذا ! ذلك الاسم الغامض الذى يثير الكثير من علامات الاستفهام ، كان على مسرح  الأحداث ، أحد التلاميذ الاثنى عشر . وكان أمينا للصندوق, لكنه خان المسيح وأرشد عنه ، وسلمه إلى الكهنة والرومان ، وفجأة اختفى يهوذا من على المسرح ! لقد كان آخر عهدنا به حينما ذهب مع الجنود إلى مكان اختباء المسيح ، ثم اختطف من بين بقية المشاهد فجأة , لماذا لم يحاول التلاميذ الاعتداء على يهوذا الخائن كما حاولوا الاعتداء على الجنود الرومان ، وكما قطعوا أذن عبد رئيس الكهنة ؟، ألم يكن أحرى بهم أن يحاولوا فعل شئ ما ، أى شئ تجاه يهوذا ؟ لقد تم القبض على المسيح في الليل باتفاق جميع الروايات الإنجيلية , وفي ظل الازدحام , وجهل الجنود لشكل المسيح , تم إلقاء الشبه على يهوذا , واختلط الأمر على الجميع حتى الحواريين أنفسهم ,أين كان يهوذا لحظة صلب المسيح ! ، لماذا لم يذكر عنه أى شئ أثناء المحاكمة ؟ ولماذا لم يشد به الكهنة والشيوخ أمام الحاكم الرومانى ؟ لماذا لم تحمله الجماهير على الأعناق باعتباره الذى دلهم على ذلك الرجل المضل ؟! ولماذا بعد ظهور المسيح ثانية ، سكت الجميع عن  ذكر يهوذا ؟ ألم يكن أحرى أن يلعنه التلاميذ أمام يسوع عندما شاهدوه حيا؟ ، ألم يكن أحرى بعد علم  يهوذا بظهور المسيح أن يذهب إليه ويعتذر ويطلب منه الصفح والمغفرة ، كما صفح يسوع عن المرأة الزانية ؟ إن جو يهوذا ملبد بالغيوم ، إنه أشبه بالشبح الذى اختفى فجأة بعدما ظهر فجأة ، كما أن الروايات التى وردت بشأنه فى إنجيل متى ، وفى أعمال الرسل هى روايات متناقضة ، متضادة تلغى كل منهما الأخرى ، وبالتالى هى مشكوك فيها ,ولا يمكن أن  يعول عليها تعويلا مطلقا .
رواية متى :
 "فلما رأى يهوذا مسلمه أن الحكم عليه قد صدر ، ندم ، ورد الثلاثين قطعة من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ ، وقال "لقد أخطأت إذا سلمتكم دما بريئا" فأجابوه : "ليس هذا من شأننا نحن ، بل هو شأنك أنت فألقى قطع الفضة فى الهيكل وانصرف ، ثم ذهب وشنق نفسه . فأخذ رؤساء  الكهنة قطع الفضة  وقالوا هذا المبلغ ثمن دم ، فلا يحل لنا أن نلقيه فى صندوق الهيكل ! وبعد التشاور , اشتروا بالمبلغ حقل الفخارى ليكون مقبرة للغرباء ، ولذلك ما زال هذا الحقل يدعى حتى اليوم حقل الدم . عندئذ تم ما قيل بلسان النبى إرميا القائل : " وأخذوا الثلاثين قطعة من الفضة ثمن الكريم الذى ثمنه بنو إسرائيل ، ودفعوها لقاء حقل الفخارى ، كما أمرنى الرب"
  متى (27  : 3-1 )
خطأ قاتل
إرميا أم زكريا  ؟
لم يقل تلك  العبارة النبى إرميا بل هو زكريا فى الإصحاح (11 : 12-15)
فهل قد أخطأ  الوحي   ولم  يفرق  بين إرميا وزكريا ؟
وليس لهذا الخطأ الذى وقع فيه متى حل إلى يوم القيامة !!!
أي قداسة إذن لوحي لا يفرق بين إرميا وزكريا؟ , فهل يمكن أن تكون هذه الروايات  إلهامية ؟ من الذي ألهمها الله ؟  وهل يمكن  أن يخطيء؟
لن نلتمس العذر لمتى , ولن نلتمس العذر لمن صدق  متى ,  إنها جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد , لم يقتل فيها جسد , بل روح ,ولم يقتل فيها فرد واحد بل ملايين .
رواية أعمال الرسل :
 "وكان يهوذا  يعتبر واحدا منا ، وقد شاركنا فى خدمتنا ، ثم إنه اشترى حقلا بالمال الذى تقاضاه ثمنا للخيانة ، وفيه وقع على وجهه ، فانشق من وسطه واندلقت أمعاؤه كلها ، وعلم أهل أورشليم جميعا بهذه الحادثة"                     
(1 : 17 – 19)
وإذا كانت أورشليم كلها قد علمت بذلك ، فهل كان  متى في غيبوبة عن هذه الحادثة ؟ لماذا لم يعلم متى بذلك؟

 

يهوذا فى إنجيل متى يهوذا فى أعمال الرسل
ندم لم يندم
رد المال إلى الشيوخ والكهنة لم يرد المال
الكهنة والشيوخ هم الذين اشتروا حقل الدم يهوذا هو الذى اشترى حقل الدم
يهوذا  ا ن ت ح ر ‍ ‍‍‍ يهوذا لم ي ن ت ح ر
أين يهوذا ؟
صلب يهوذا بدلا من المسيح ، وحينما ظهر المسيح بعد ذلك فوجئ اليهود والرومان بأن الله قد خدعهم جميعا ، فقاموا بسرقة جثة يهوذا من القبر ووضعوها فى حقل الدم وقالوا إن المسيح قد قام من بين الأموات ، لقد كانوا بين أمرين أحلاهما مر .
إما أن يعترفوا بأن الله خدعهم ومكر بهم ، أو يعترفوا بأنهم نجحوا فى صلبه ولكنه قام ‍‍‍‍‍ . إذن فالثانية أهون  حفظا لماء الوجه .
هل عاش المسيح متنكرا ؟
بعد الظهور الثاني للمسيح  على مسرح الأحداث , من حقنا أن نوجه تلك اللكمات في حلبة الملاكمة .
1- لو كان المسيح قد قتل , ودفن في أكفانه , فمن أين أتى بملابسه التي كان يرتديها , وخصوصا أن الأكفان وجدت في القبر  ؟
"فرأى أيضا الأكفان ملقاة , والمنديل الذي كان على رأس يسوع وجده ملفوفا  وحده في مكان منفصل  عن الأكفان "
                                          يوحنا (20 :6 - 7 )
2- لماذا ظنت مريم المجدلية أن المسيح  هو البستاني ؟
        لقد كان معلمها وسيدها , وكانت ترافقه غالبا .
     "فظنت أنه البستاني , فقالت له يا سيد , إن كنت أنت قد أخذته ,فقل لي أين وضعته لآخذه ؟                                يوحنا (20 :15 ) 
  3-لم يكن التلميذان اللذان كانا متجهين إلى عمواس يعرفان المسيح عند ظهوره الثاني , بل كانا يتحدثان إليه على أنه غريب .
"وبينما هما يتحدثان ويتباحثان ,إذا يسوع نفسه قد اقترب إليهما وسار معهما , ولكن أعينهما حجبت عن معرفته .وسألهما: أي حديث يجري بينكما وأنتما سائران ؟ فتوقفا عابسين , وأجاب أحدهما واسمه "كليوباس" فقال له:   
" أنت وحدك الغريب النازل في أورشليم, ولا تعلم بما حدث  ليسوع الناصري ؟"
                                              لوقا (24 : 18 –19)
ودار بينهم حوار طويل , دون أن يعرفا أنه هو المسيح  , أليس ذلك أمرا عجيبا ؟ ليس لدي شك في أنه كان متنكرا ز
لم يكن المسيح قد مات , ولكنه كان يتابع الأحداث , دون أن يعرفه أحد , لقد رأى بنفسه ردود أفعال مبغضيه , بعد أن اعتقدوا أنهم صلبوه , ودفنوه , استمع إلى نكاتهم , وصراخهم , وتصفيقهم , وربما شربوا الخمر في صحة المصلوب , على الرغم من أنه لم يكن إلا رحيما بهم عطوفا على مرضاهم , وفقرائهم , حتى موتاهم , أحياهم بإذن الله , ومسح دموع ذويهم , لكن قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة , إنهم لا يستحقون أي تعاطف عند دخولهم الجحيم التي تشتاق إلى أن تعانقهم ,  وتمتص دماؤهم .    
لا يوجد شيء يستطيع أن يطفيء نار حقدهم إلا نار جهنم فهنيئا لها بهم , وهنيئا لهم بها 
كتبه الأستاذ ياسر أنور 
الرجوع الى قسم العقيدة المسيحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق