موقف التلمود من المسيح عليه السلام والمسيحيين, للكاتب / عمر بن عبد العزيز
لم يكتف التلمود بوصف السيد المسيح بأنه لقيط(ممزير) أي ابن زنا، وأنه تعلم ما كان يقوله للناس على يد" يوشوا بن برخيا" وأن" يوشوا"حين علم بما يقوله حرمه ، وألقاه بين قرون أربعمائة كبش ليفتك به، وأن معجزاته من أعمال السحر الذي تعلمه في مصر، واختص المسيح وأتباعه بكثير من الألفاظ المهينة الدالة على الكذب والخداع والسحر والجنون والحمق والتضليل واللؤم والتفاهة والحقارة، وادعى أنه قبل صلب المسيح أعلن في المدينة أن يحضر الذين يريدون الشهادة ببراءته، فلم يتقدم أحد.
ولقد كتب التلمود في الأصل لذم المسيح وأمه وتلامذته، والتهجم على المسيحية وإفسادها بكلام بذئ. ووصف الإنجيل بأنه " وثيقة الكذب والخداع"
وقال على مريم البتول: إنها امرأة ساقطة ، ومصففة شعور النساء، وهي البغي المتجولة في الأزقة والأسواق. [ اليهود تاريخ وعقيدة: صـ 151، بتصرف.] برأها الله مما يقولون وصدق الله العظيم إذ أخبر عنهم {وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما}[ سورة النساء: 156]
ومن أقوال التلمود في حق المسيح- عليه السلام- وبرأه الله من مزاعم اليهود:
إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين القار والنار، وإن أمه "مريم" أتت به من العسكري "باندارا" عن طريق الخطيئة، وإن الكنائس النصرانية هي بمقام القاذورات ، وإن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة، وإن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها ، وإن العهد مع المسيحي لا يكون عهدا صحيحا يلتزم اليهودي القيام به ، وإن من الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة لبني إسرائيل "[ اليهودية ، د/ أحمد شلبي، صـ 279،] وكثير من فقرات التلمود تبحث في مولد يسوع المسيح وحياته وموته وتعاليمه، ولكنها لا تشير إلىالاسم نفسه دائما ، بل تطلق عليه أسماء متعددة مثل" ذاك الرجل" ورجل معين" وابن النجار" و " الرجل الذي شنق" الخ.
يدعي مسيحي من يتبع تعاليم ذاك الرجل الكاذبة، الذي يعلمهم الاحتفال بالعيد الديني عند أول يوم يلي السبت.ويعلم "التلمود" أن يسوع المسيح كان ابنا غير شرعي، حملته أمه خلال فترةالحيض، وكانت تقمصه روح " ايسو" وأنه مجنون، مشعوذ، ومضلل ، صلب ، ثم دفن في جهنم، فنصبه أتباعه منذ ذلك الحين وثنا لهم يعبدونه.ويدعوه البعض مجنونا ومخبولا، واتهمه بأنه ساحر مشعوذ، وثني ، معبود كإله بعد ما قتله أتباعه، وأن تعاليم المسيح كذب وهرطقة، وتعاليم مستحيلة الإدراك. [ فضح التلمود، صـ 55- 74.]
ب - تعاليمه عن المسيحيين :
يدعي المسيحيون في لغة التلمود باسم "نوتسريم" أي ناصريون، نسبة إلى يسوع الناصري من مدينة الناصرة في فلسطين ، غير أن المسيحيين يدعون كذلك بأسماء أخرى،يستعملها التلمود للدلالة على غير اليهود.
وعن ديانتهم يقول: ... ديانة غريبة وثنية، ومع أن تعاليمهم متنوعة فكلهم عبدة أوثان، ويأكلون لحم الخنزيز ، أغوياء، غرباء، بلهاء، لحم ودم، وإن الرجال غير الروحيين الذين كتب عليهم الهلاك في قرار الجحيم ، لن يتمكنوا من إقامة صلة حميمة مع الله، عصاة لا يطيعون الله ، أسوأ نوع من الناس ، القتلة الفاسقون، الحيوانات القذرة كالغائط بل أنهم لا يستحقون أن يسموا بشرا... فهم بهائم بأشكال آدمية، بل إنهم أهل لتسميتهم ببهائم، بقر ، حمير، خنازير ، كلاب، ..لا بل إنهم أسوأ من الكلاب، يتناسلون بطريقة أردأ من البهائم، أصلهم شيطاني بهيمي، أرواحهم تولد من الشيطان، وإلى الشيطان تعود في الجحيم بعد الممات، وأنه لا تختلف جثة مسيحي ميت عن حيوان، الزناة النجسون الذين يشبهون الروث، وليسوا كالبشر. [ فضح التلمود، صـ 77-98.] بمثل هذه الكلمات الوقحة، والألفاظ النابية يتكلم التلمود عن المسيحيين ، وبهذه الركاكة التي لم نتصرف فيها كثيرا لتصل إلى القارئ كما هى.!!
جـ حول طقوس المسيحية وعبادتها:
بما أن اليهود ينظرون إلى المسيحيين باعتبارهم وثنيين ، فمن الطبيعي أن تكون جميع أشكال عبادتهم - في نظر اليهود- وثنية أيضا، فكهنتهم يدعون كهنة بعل، كنائسهم تدعي بيوت الكذب، والوثنية، ويعتبر كل ما تضمه هذه الكنائس أيضا من كئوس القربان، وتماثيل وكتب إنما وجدت لتكون طعاما للأوثان، صلاتهم الخصوصية والعامة معا هي صلوات أثيمة وعدوانية بالنسبة للرب، بينما تدعي أعيادهم الدينية بأيام الشيطان. [ فضح التلمود، صـ 99- 106.]
د- وبناء عليه يجب تجنب المسيحيين:
لأنهم لا يستحقون المشاركة في العادات اليهودية ، ولذا على اليهودي أن لا يحيي مسيحيا وألا يرد عليه التحية، ولا يمثل أمام قاض مسيحي، ولا يجوز قبول مسيحي شاهدا (أمام القضاء) ولا يجوز لليهودي أن يأكل طعاما مسيحيا، وعلى اليهودي أن لا يحاكي المسيحي في أي عمل. وذلك .. لأنهم نجسون، ووثنيون، ويجب عدم التعامل مع المسيحيين وعدم استعمال أي شىء يتعلق بالديانة المسيحية، ومحرم بيع المسيحيين أي شىء يتعلق بديانتهم الوثنية، وهذا التحريم لا ينطبق على الملحدين . ويجب تجنب المسيحيين، لأنهم أشرار، لا كظئر( مرضعة) ولا كمعلم، أوطبيب ، أوحلاق ، أو كطبيب مولد. [ المرجع السابق، صـ 111- 114.]
ويجب إفناء المسيحيين، والإضرار بهم، والامتناع عن نفعهم ، وكذلك الثناء عليهم ، ولا يجوز لليهودي الإشارة إلى الأشياء التي يستعملها المسيحيون في طقوسهم الوثنية، ويجب التلفظ بأوثانهم في ازدراء, ومحظور منح هبات للمسيحيين ، ومحرم عليه بيع أرضه (مزرعته) من المسيحيين وتعليم التجارة لهم، ويجب الإضرار بأعمالهم، فيجب أن لا يوشى أحد 'إذا دفع المسيحيون أكثر مما ينبغي لليهودي، والمفقود الذي يخص المسيحيين يجب أن لا يعاد إليهم ، كما يجوز الاحتيال عليهم ، ويستطيع اليهودي التظاهر بالمسيحية للاحتيال على المسيحيين ، كما يجوز له التعامل بالربا معهم. [ المرجع السابق، صـ 224-233.]
ويجب الإضرار بالمسيحيين في المسائل الشرعية، فيستطيع اليهودي الكذب والحلف بيمين كاذبة لإدانة مسيحي، كما يستطيع أن يحلف يمينا كاذبة بضمير صاف، ويجب الاضرار بهم على صعيد الأمور الحياتية الضرورية ، فعلى اليهودي محاولةخداع المسيحيين دائما، ويجب الامتناع عن مساعدة مريض مسيحي، ويجب الامتناع عن مساعدة امرأة مسيحية عند مخاضها، ويجب الامتناع عن مساعدة مسيحي يواجه خطر الموت. [ المرجع السابق، صـ 134-127. بتصرف.]
ويجب قتل المسيحيين دون رحمة ،ويحكم بالموت على اليهود الذين يتعمدون يتحولون إلى المسيحية)
ويجب قتلهم لأنهم طغاة، وقتل الأمراء أولا " حكام الفاتيكان" وأكثر ما يكره اليهود الإمارة التي
عاصمتها روما"الفاتيكان"[امرجع السابق، صـ 139-144، بتصرف.]
وأخيرا .. جميع المسيحيين - حتى أفضلهم- يجب قتلهم، واليهودي الذي يقتل مسيحيا لا يقترف إثما، بل يقدم إلى الله أضحية مقبولة، والأضحية الوحيدة الضرورية بعد هدم الهيكل هي إفناء المسيحيين، والذين يقتلون المسيحيين سيحتلون مكانا ساميا في الجنة، وعلى اليهود ألا يكفوا عن إبادة الغوييم، وأن لا يدعوهم في أمان، ولايخضعوا لهم، وجميع اليهود مكرهون على التماسك معا لتحطيم الخونة بينهم، ولا يحول أي عيد، ولا أية مسألة مهما كانا مقدسين، دون ضرب عنق مسيحي، وليكون الهدف الوحيد من جميع النشاطات وصلوات اليهود هو تحطيم الديانة المسيحية.
وفي صلواتهم .. يتلهف اليهودي لمجئ الميسياه" مسيحهم" خصوصا في ليلة فصحهم. [ المرجع السابق، صـ 145-149]
هذا .. ولقد قيل .. يكفي في الباطل عرضه، ليفضح أمره، فهذا حال اليهود مع إخوانهم أو أبناء عمومتهم، أصحاب الكتاب الواحد معهم، فكيف يكون حالهم مع غير هؤلاء إذن؟!!
وما عرض قليل من كثير على نحو ما يقول: " الأب برانايتس" في خاتمة كتابه" فضح التلمود" والذي نقلنا عنه هذه المقتطفات -:" في هذا الكتيب استشهدت بقدر ضئيل جدا مما في الكتب التلمودية التي تشير إلى المسيحيين ، وتتحدث عنهم، وقد حذفت للإيجاز، ورحمة بروحك الحساسة الكثير الذي كنت أستطيع تضمينه هذا الكتيب مع ذلك ، فإن هذه النصوص المستقاه من التلمود التي يضمها هذا الكتيب ستكون كافية للبرهنة على زيف روايات اليهود، عندما يدعون أن لا شىء في التلمود يعلم بغض المسيحيين وعداوتهم.
وإذا كانت ستثيرك- عريزي القارئ- دراسة التجديفات الرهيبة التي يشتمل عليها هذا الكتيب ، فلا تنفس عن غضبك هذا بلومي، فأنا لم أقل في البداية بأني سأعرض أو سأنطلق إلى رواية أي شىء سار لطيف، لكني أردت فقط أن أضع بين يديك ما الذي يعلمه التلمود حقا عن المسيحيين ، ولا أعتقد أن بإمكاني أن أفعل ذلك بطريقة ملائمة أكثرمن هذه..." [ فضح التلمود، نقلا عن كتاب: الفكر اليهودي ، د/ سعد المرصفي، صـ 121، بتصرف، ط/ مكتبة المنار الإسلامية، الأولى ، 1413هـ، 1992م]
" إن التلمود هو الإنجيل اليهودي ، وهو يمقت تقاليد العهد الجديد ، ويحتقر المسيح، ويفخر بعملية صلبه، والتلمود يعلم الحقد على الأجناس الأخرى وازدراءهم ويوصي بألا يعاملوا برحمة ، بل بالقتل إن التلمود يناقض المسيحية" شكلا ومضمونا، ولا يخفى عداءه ولا يواريه ، ولذلك فإنه في عام 1242م، أعلن " البابا جويجوري التاسع" اتهامات صريحة ضد التلمود يتهم اليهود فيها بالكفر، والطعن في ذات الله، وفي المسيح والمسيحية.
ثم شكل البابا لجنة لفحص الاتهام، فأقرته، وأمرت بإحراق التلمود.
وفي سنة 1247م أعيد النظر في القضية ، بعد التماس قدمه اليهود، لكن الحكم صدر ضد التلمود مرة أخرى، ولقد أدين هذا التلمود في أسبانيا أيضا، سنة 1415م، وأدين كذلك في إيطاليا سنة1559م، ولكن بالرغم من ذلك فإن تعاليم التلمود ظلت كما هى ، وسيلة اليهود التي تؤدي إلى تقدمهم وانتشارهم، كما أصبحت الخطة التي ينعتها اليهود بأنها زيف، رغم القرائن الواضحة التي تبدو في الأحداث، يوما بعد يوم .. هذه الخطة أصبحت استراتيجيتهم الجماعية في الفتح والغزو، وليس هناك إلا مخرج واحد للخروج من هذه الحرب المعلنة هو: أن ينتبه المسيحيون إلى ما يراد بهم"[ القوي الخفية لليهودية العالمية " الماسونية" تأليف: داود عبد العفو سنقرط، صـ 92، 93، بتصرف، ط/ دار الفرقان، الثانية، 1408هـ ، 1987م.]
"ويزيد التلمود فيحدد أنواعا من الطهر لا يصل إليها اليهودي إلا باستعمال الذبائح البشرية من المسيحيين ، وقضية مقتل الأب"توما" وخادمه" إبراهيم عمار" مشهورة ، ففي سنة 1840م في دمشق احتال سبعة من كبار اليهود على هذا الآب وخادمه وذبحوهما بتدبير من الحاخام" موسى أبو العافية" والحاخام"موسى سلونكي" وبأمر من الحاخام يعقوب العنقابي، الذي أوحى إليهم بأنه يلزم دم بشري لعيد الفصح، ووقع الاختيار على الأب توما، لأنه يوجد في حارة اليهود أغلب الوقت، وساق القدر خادمه، يسأل عنه، فكان خيرا وبركة، من أجل الخبز"الفطير" الذي لا يعطى عادة إلا للأتقياء من اليهود، لهذا يرسل من هذا الدم إلى حاخام بغداد، ليتم الغرض الديني ، وتتحقق السعادة.وكما يقال "بالهنا والشفا"!!
ولأن الدم عند اليهود محرم، حتى ولو كان دم حيوان، فقد استثنى دم الفصح ودم الطهور"[ اليهود تاريخ وعقيدة،صـ 150، 151.]
وهكذا يحض التلمود أتباعه على الذبح، ذبح الأطفال خاصة، في عيد "كيبور" وذبح الشباب في عيد "البوريم" تقربا من رب الجنود" يهوه" ولصنع الخبز المقدس، الذي يتلذذ الأحبار- واضعو التلمود- بنكهته وطعمه، فبئس دين يحض على القتل، وبئست أمة تتخذ من الجريمة والرذيلة مفاخرلها!! [ جذور الفكر اليهودي، صـ 95-96.]
وقد جاء في التلمود :باب عيد الفصح(22:49)" أن أحد أحبارهم الكبار وهو"الربي اليعازار"قال لتلاميذه: إن جاء يوم عيد الغفران ( يوم كيبور) في يوم سبت فإنه يباح في ذلك اليوم تهشيم رؤوس أبناء الأمم الأخرى لقتلهم، فقال التلاميذ : يا مولانا، قل بالأحري إنه يباح ذبحهم ، فقال: لا، لأن ذبحهم سيكلفنا أن يقرأ صلاة معينة.!!
والواقع أن الحديث يطول بنا لو تعقبنا التصرفات الشاذة الوحشية، والتأويلات الخرافية المتخلفة التي تضمنها التلمود. [ أبحاث في الفكر اليهودي، د/ حسن ظاظا،صـ 120،119 ، بتصرف، ط/دار القلم ودار العلوم، الأولى، سنة 1408هـ/ 1987م.]
لهذه العدوانية الصارخة أخفى اليهود هذا الكتاب عن بقية البشر قرونا طويلة وبخاصة عن العالم المسيحي لما فيه عن المسيح وأمه وتعاليمه. [ أبحاث في الفكر اليهودي، د/ حسن ظاظا،صـ 120،119 ، بتصرف، ط/دار القلم ودار العلوم، الأولى، سنة 1408هـ/ 1987م.] كما أشرنا سابقا.
وهكذا تقوم فلسفة التلمود بالعمل على إذلال البشرية وتسخيرهالليهود، ونسف جميع المدنيات والحضارات وإزالة الأديان السماوية من على وجه الأرض، لتحل محلها الفلسفة الحاقدة على البشرية وليقوم على انقاضها ملك إسرائيل. [ المخططات التلمودية الصهيونية، صـ 25، 26. بتصرف]
فالذي يقرأ هذا التلمود- وبخاصة من اليهود- يفهم يوضوح أنه لا بد لليهودي أن يسرق، وأن يقتل، وأن يزني، وأن يظلم، وينافق ويخون ...ولا حرج عليه.
هكذا تعاليم التلمود ، وهاهم اليهود، فأين التسامح المزعوم؟ والسلام الموهوم؟ وأين الحرية والإخاء والمساواة ؟ ولذلك لا تتعجبوا مما يفعله اليهود مع الفلسطنيين ، ولا ما فعلوه مع البلاد العربية التي اغتصبوها، ولا مع الأسري العرب، ولا ما يفعله اليهود في أي مكان نزلوا فيه أو سيطروا عليه ، لأن أعمال اليهود من إرشاد التلمود، ومن هنا فلا يعجب الناس ولا يحزنون إذا شاهدوا اليهود ينهبون أموالهم، ويسرقون ديارهم ومحالهم، ويستولون على ممتلكاتهم ، ويزنون ببناتهم ونسائهم، ويغتصبونهن، لأن ذلك بإرشاد التلمود، ومن أجل هذا التحريض السافر على السرقة والنهب والاغتصاب والقهر والظلم والفجور ،كانت هذه الأحداث المؤلمة والمحزنة. ولا يتحلي اليهودي ولا يمكنه أن يتحلى بالأمانة أو الصدق أو العفة أو النزاهة ، لذلك يتغنى اليهود بالخيانة والغش والخداع والظلم والقهر ، فأين هذا التسامح المزعوم والمحبة المنشودة والعفو المرجو، والعدل المنتظر منهم؟
وهكذا كلما عرفنا ما جاء في التلمود، انكشف الستار عن اليهود.
فاليهود هم التلمود: ومن هنا كانت تعاليم " التلمود"أوفى صورة لنفسية اليهود، بل هي انعكاس لدخائل أعماقهم على صفحات كتاب، كانطباع الصورة على المرآة ، فهي ترجمة صريحة لهذه الشخصية الموغلة في الخبث والأحقاد، حتى ليتساءل بعض الباحثين ... أيهما صنع صاحبه؟ وأيهما الأثر أو المؤثر؟!! وفصل الخطاب في الجواب : أن كلا منهما تجسيد لصاحبه في واقع الأمر "فالتلمود" هو تجسيد مكتوب لأخبث ما في النفسية اليهودية من سخائم الضلال، و"اليهودي التلمودي" هو تجسيد حي لهذه الشناعات المكتوبة والمنسوبة إلى الوحي زورا وبهتانا! وإذا كانت ضلالة " السامري" قد تغلغلت فيهم رغم وجود دوافعها وموانعها ، فإن ضلالات التلمود وجدت الطريق ممهدا فتمكنت.
أولا: لأنها وضعت في عصور الشتات ، والقوم سماعون للكذب ، وخاصة إذا صدر من أحبار السوء.
ثانيا: لأنها جاءت بعد انقطاع النبوة من بني إسرائيل ، وتحويلها عنهم لما كفروا بآخر أنبيائهم، وقالوا فيه وفي أمه بهتانا عظيما.
ثالثا: لتوافقها التام مع ظلمات النفسية اليهودية الضالة.
ومن هنا نفهم كيف امتزجت هذه التعاليم بالكيان اليهودي وسرت فيه مسري الدماء في الخلايا، ولهذا آمنت الجمهرة الكبرى من اليهود بهذه التعاليم الموغلة في الفحش ، وقدستها وأطاعتها عن رضا، وفضلوها على التوراة ، والتزموا بها فوق التزامهم سائر ما لديهم من وصايا وأسفار!!
ولا يزالون كذلك وإلى أن يأخذهم الله تعالى وهم أصحاب الكلمة والسلطان في اليهود جميعا، ومن يعارض التوراة منهم- على قلته- يعدونه ضالا ولا تأثير له ألبتة!" [ راجع بتوسع: الكنز المرصود في قواعد التلمود، صـ 44، وما بعدها
ومعركة الوجود بين القرآن والتلمود، ا.د/ عبد الستار فتح الله سعيد، صـ 45-46، بتصرف، ط/ دار الطباعة والنشر، الثالثة، 1405هـ.]
من هذا كله نرى بأن نظرة اليهود إلى الأمور ، نظرة سيئة، مادية بحتة، لا روحانية فيها فهي بذلك دون نظرة الحيوان الأعجم ، فلكل حيوان - مهما بلغ هذا الحيوان من الانحطاط والشراسة- إيجابية سلوكية، ففي الكلب وفاء، وفي الحمار صبر، وفي الجمل حلم، وفي الحصان شموخ، وفي الأسد شجاعة، وفي الذئب حمية ، وفي الهر نظافة.. أما اليهودي فماذا فيه؟!!
* لقد تحرز مدونو التوراة نوعا ما ، حين دونوا توراتهم، فوضعوا في ثناياها بعض ما جاء على لسان الأنبياء والرسل، كما وضعوا فيها بعض ما جاء في حضارات الأمم التي عايشوها. أما مدونو التوراة فقد أرخوا العنان لأنفسهم ، فشط بهم الخيال بعيدا بعيدا، وحملتهم الخرافات والسخافات والرقاعات على أجنحة من الهذيان والهذر.
* والتلمود البابلي أكثر انتشارا بين اليهود وأنصارهم من التلمود الأورشليمي،لأنه أقدم في الإجرام وأعرق، وكما ظهر بين اليهود جماعات رفضت معظم أسفار التوراة ، ما عدا أسفار العهد القديم، الخمسة الاولى، كالصدوقيين والسمرة ، وكذلك ظهر من بينهم من رفض التوراة جملة وتفصيلا كالربانيين،- وليس الربيين - بالإضافة إلى الصدوقيين والسمرة أيضا. [ جذور الفكر اليهودي، صـ 98، 99.]
كما أخرج مدونو التوراة والتلمود : الكنعانيين والفينيقيين والعموريين ، متعمدين من حظيرة الشعوب السامية ، وذلك لكي يدخلوا في روع الناس أنهم هم الذين عمروا فلسطين وسكنوها، وأقاموا كل ما كان فيها من مدنية وحضارة ، فهي بذلك ملك خالص لهم بحق العهد الرباني ، وبحق التملك الزماني!!
تماما كما أدخلوا في روع عميان الغرب أن فلسطين أرض بلا شعب أو أنها أرض بشعب متخلف جاهل، لا يستحق الحياة والعيش ، في حين أنهم عدوا الحثيين من نسل "كنعان بن حام" ساميين، مع أن الحثيين في الأصل ليسوا من الساميين، وإنما هم من بقايا الشعوب الهندية الأوربية التي غزت المنطقة من الشمال والشرق قبل ظهور العبرانيين فيها بقرون.
إنه خلط مقصود، ومبرمج، وسخافات قد تصلح للتسلية، وأخيلة غائمةمريضة، وعلى هذا قامت إسرائيل، وبهذا يفخر شعب الله المختار!!
فلتغلق العقول إذا ما تكلمت التوراة ، ولتتبلد الحواس إذا ما تكلم التلمود فملك يهوذا قادم قادم، يخطر بين أبناء شعبه على أشلاء ضحايا الأغيار.. فانتظروه كي يخلص البشرية من أوضارها ، انتظروه واسجدوا له خاشعين خاضعين ، فالتوراةفي يمينه، والتلمود في يساره!!
وشكرا لإسرائيل، ولرب إسرائيل، إله الجنود والحرب، المتعطش لدماء الجوييم!! [ المصدر السابق، صـ 99، 100، بتصرف.]
المبحث الثالث: بروتوكولات حكماء صهيون
أهمية البروتوكولات:
يعود اليهود في استنباط نظمهم وقوانينهم إلى البروتوكولات ، كما يعودون إلى العهد القديم والتلمود، على اعتبار أن ثلاثتها مقدسة لصدورها على ألسنة الأحبار والحكماء، واشتمالها جميعا على مجموعة من التعاليم المهمة للفرد والمجتمع اليهودي.
ولذلك عد بعض العلماء البروتوكولات مصدرا أساسيا من مصادر اليهود المقدسة، وتأتي قداستها من إخلاص اليهود لها ولتعاليمها مع الاحترام والتعظيم، واعتبارها تراثا خالدا له أهميته في المحافظة على دور اليهود مع سائر الأمم، أي أن قداستها أمر اتفاقي،ونظرا لما في توجيهات البروتوكولات أحاطها اليهود بعناية خاصة تفوق سواها على أساس أنها تهتم بالقوانين المفيدة المتصلة بالحياة في العصور الحديثة.لدرجة أن اليهود ساعةأن رغبوا في اهمال بعض تعاليم العهد القديم والتلمود، حرصوا كل الحرص على المحافظة على نصوص البروتوكولات مجردة من كل تعليق أو شرح.
وإذا سلم أن الوحي الإلهي لم ينزل إلا على موسى عليه السلام ، وأن أغلب أنبياء بني إسرائيل كانوا دعاة ومفسرين ومربيين ، لو سلم هذا يكون القول بقداسة البروتوكولات في مستوى القول بقداسة العهد القديم، ما عدا أسفار موسى، وبالتالي لا تقل البروتوكولات عن التلمود في شىء. وما دام اليهود ينظرون للتلمود نظرة خاصة ، لأنه ينظم الحياة اليهودية ويفتن العلاقات الاجتماعية والإنسانية فإن اليهود يرون في البروتوكولات خطة عملية لتحقيق السيادة الكاملة في مملكة صهيون العالمية، وإبراز الدور اليهودي في كل نشاط وعمل على مستوى العالم كله، ولذلك كانت نظرتهم إليها محوطة بالعناية والتقدير والاحترام بكل ما جاء فيها سواء تعلق بسلوك الفرد أو بسلوك الجماعة. [ اليهودية، د/ أحمد غلوش، صـ 72]
معنى بروتوكولات حكماء صهيون:
البروتوكولات عبارة عن مؤامراة شريرة ضد البشرية ، ويبدو أنها كانت رد فعل لما عاناه اليهود خلال القرن التاسع عشر من الاضطهاد في أوربا، وما نزل بهم من جور وتعسف-في نظرهم- فتدارسوا في هذا المؤتمر - ضمن ما تدارسوه- وسائل الانتقام من البشرية جميعا التي اعتقد اليهود أنها اشتركت كلها بطريق أو بآخر- في إذلالهم والنيل منهم.
و"بروتوكولات" معناها محاضر جلسات ويسميها بعض الباحثين ( قرارات ) وتلتقي التسميتان إذا لاحظنا نصوص البروتوكولات وأنها عبارة عن تقرير وضعه بعض الباحثين، وأن هذا التقرير عرض على المؤتمر في"بال" بسويسرا، وأن المؤتمرين أقروه، فالبروتوكولات تقرير بالنسبة لواضعيها، ومحاضر بالنسبة لعرضها على المؤتمرين في جلساتهم، وقرارات بالنسبة لقبولها وتأييدها.وكانت هذه البروتوكولات مودعة في مخابي سرية ، ولا يعرف أحد محتوياتها إلا الخاصة من اليهود الذين يعملون على تنفيذ ما جاء بها بهدوء وحسب تخطيط منظم، حتىشاء الله تعالى فضحها، وكشف ما فيها للناس، فعرفها القاصي والداني.
عدد البروتوكولات أربعة وعشرين بروتوكولا، ولكنها غير دقيقة التأليف، وبها كثير من التكرار.
وهدف هذه البروتوكولات إقامة وحدة عالمية تخضع لسلطان اليهود وتديرها حكومة يهودية ، ومن أجل ذلك يمكن أن تقسم البروتوكولات إلى قسمين كبيرين ، يبحث القسم الأول في موقف اليهود من العالم قبل تحقيق هدفهم، ويبحث القسم الثاني موقف اليهود من العالم بعد أن يصبحوا أصحاب السلطان عليه، والبروتوكولات العشر الأولى تتبع القسم الأول تقريبا، أما باقي البروتوكولات فتتبع القسم الثاني.
وسنذكر فيما يلي أهم الملامح لكل من هذين القسمين:
* قبل تكوين الحكومة اليهودية العالمية : من أهم ما يعني به اليهود قبل تكوين هذه الحكومة إعداد الشعب اليهودي للسلطان، وتثبيت الاعتقاد بأن اليهود هم شعب الله المختار، فالناس عند اليهود قسمان: يهود،وجوييم أوأمميون، أي كفرة وثنيون. واليهود شعب الله المختار، وهم أبناء الله وأحباؤه لا يتقبل العبادة إلا منهم ، ونفوسهم مخلوقة من نفس الله وعنصرهم من عنصره، فهم وحدهم أبناؤه الأطهار، أما الجوييم فخلقوا من طينة شيطانية ، والهدف من خلقهم خدمة اليهود، ولم يمنحوا الصورة البشرية إلا بالتبعية لليهود ليسهل التعامل بين الطائفتين إكراما لليهود، فاليهود أصلاء في الإنسانية ، والجوييم أتباع فيها، وعلى هذا فمن حق اليهود معاملة الأمميين كالبهائم ، والآداب التي يتمسك بها اليهود لا يمكن أن يعاملوا الأمميين بها، فلهم أن يسرقوهم ويغشوهم ويكذبوا عليهم ويخدعوهم ويغتصبوا أموالهم ويقتلوهم ويهتكوا أعراضهم ويرتكبوا معهم كل الموبقات ما أمنوا استتار جرائمهم، وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله على لسانهم { ليس علينا في الأميين سبيل... [ سورة آل عمران الآية: 75 ]
وبناء على هذه العقيدة يرى اليهود أن العالم لم يخلق إلا لهم ، ومن حقهم وحدهم استعباده وتسخيره، وليس لغيرهم إلا السمع والطاعة والرضا والقناعة بما يجود به اليهود عليهم. [ هذه تعاليم التلمود واضحة في البروتوكولات.]
ويرى اليهود في هذه المرحلة ضرورة تمزيق الأوطان والقضاء على القوميات والأديان، وإفساد نظم الحكم في كل الأقطار بإغراء الملوك وسائر الحكام باضطهاد الشعوب، وإغراء الشعوب بالتمرد على سلطة الحكام ونصوص القانون.وترسم البروتوكولات لليهود أن يهتموافي هذه المرحلة بنشر المذاهب المختلفة ، وأن يختلف اتجاههم في مكان عن اتجاههم في مكان آخر، وكذلك فيما يتعلق بالزمان ، فهم يعملون على نشر الشيوعية أحيانا، والرأسمالية أحيانا ، ويلبسون مسوح الاشتراكيين في بعض الأحيان ، ويوقفون بذلك الكتل العالمية المتصارعة ، وهم يقولون أحيانا بالحرية والمساواة، فيثيرون المظلومين في وجه الظالمين، ولكنهم سرعان ما يحاربون الحرية والمساواة ، ويعلنون أن الطاعة العمياء والتفاوت بين الناس هما أساس القيم البشرية ويحاربون الحرية مؤكدين أنها تحول الغوغاء إلى حيوانات ضارية، وأن من الضروري أن تسحق هذه الكلمة ويزول مدلولها تماما.
وهم في هذه المرحلة ينشرون الإباحية والفوضى ، ويعملون على تقويض الأسر وصلات الود، ويدفعون الناس للشهوات والانحلال، والبعد عن كل القيم الإنسانية.
وترسم البروتوكولات لليهود أن يستغلوا ما في النفس الإنسانية من ضعف، فالمال والنهم والنساء وسائل يمكن استعمالها مع الجوييم ليكونوا أداة في يد اليهود ينفذون بسببها ما يطلب منهم.
كما ترسم البروتوكولات أن يضع اليهود في المراكز الكبيرة شخصيات مرموقة لها أخطاء لا يعرفها إلا اليهود، وفي ظل الخوف من إشاعة هذه الأخطاء ينفذ هؤلاء الأشخاص لليهود ما يشيرون به .
وتهتم البروتوكولات بأن يسيطر اليهود في هذه المرحلة على الصحافة ودور النشر وجميع وسائل الإعلام، حتى لايتسرب للرأي العام العالمي إلا ما يريده اليهود.
ويستعمل اليهود المال وسيلة من أكبر وسائلهم ، ليس للرشوة فحسب- كما سبق القول- بل لإثارة الثورات الداخلية عن طريقه، فهم يغرون الحاكم بجمع المال لنفسه، والظهور بمظهر البذخ والأبهة التي تناسب جلال الملوك وأمجادهم، ثم يدفعون الفقير ليثور ضد الحاكم الذي استحوذ على ثروة البلاد وغلبته الأنانية القاسية.
ويدفع اليهود بالدول للاستعمار، ويجر الاستعمار إلى التنافس بين هذه الدول، والتنافس وسيلة هامة من وسائل الحروب بين الدول المستعمرة، فإذا شبت الحروب بين الدول المستعمرة قدم اليهود لهؤلاء ولأولئك القروض والسلاح بشروط سهلة حينا، ومعقدة حينا، وربح اليهود في هذه الصفقات مزدوج ، فهم أولا يستنزفون ثروات الدول ويجمعونها لأنفسهم، وهم - ثانيا- يسخرون بعض الجوييم لقتل البعض الآخر.
وفي المؤسسات والمصانع يعمل اليهود على إفسادها بإشاعة الخلل في إدارتها والتخريب في أجهزتها كلما أمكنهم ذلك.ويتشتت اليهود في كل أقطار العالم خلال هذه المرحلة ليختفوا عن المسرح العالمي حتى لا يتتبع الناس نشاطهم الهدام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يتصل اليهود بأقطار مختلفة ويعملون متعاونين بالمال والعلم والنساء ليصلوا إلى القصور، وليكون لهم في إدارة البلاد شأن ونفوذ، فاليهود في فرقتهم متحدون، وفي تشتتهم مجتمعون.
-بعد تكوين الحكومة اليهودية العالمية: إذا تحقق انتصار اليهود فإن اليهود يقيمون مملكة استبدادية تحكم العالم كله ويكون مقرها أورشليم، وحكمها للعالم يكون بطريق مباشر ، لو تم سقوط كل حكومات العالم ، كما يكون بطريق غير مباشر أي من وراء الحكومات التي لم تسقط بعد، فإذا اكتمل النصر وسقطت كل الحكومات انتقلت العاصمة إلى روما حيث تستقر إلى الأبد ويتعاقب على العرش حكام من ذرية داود.
"فالسياسة صناعة سرية سامية لا يحسنها إلا نخبة من اليهود دربوا عليها تدريبا تقليديا، وكشفت لهم أسرارها التي استنبطها حكماء صهيون من تجارب التاريخ وغيره خلال قرون طويلة وهم يتناقلونها في الخفاء ، وعليها يربون ملوكهم ومن يحيط بهم من المستشارين"
ويسوس اليهود الناس بالرشوة حينا، وبالعنف والإرهاب حينا، فمن خضع للمال والنساء والمناصب وأسلس القياد بذلك ، قدم له هذا الدواء أو الداء، ومن لم يخضع لذلك استعمل معه العنف. فالجوييم كقطعان البهائم أو الوحوش يخضعهم الإرهاب والإذلال ، فيصبحون كقطع الشطرنج تتصرف فيها أصابع اليهود حسبما تشاء هذه الأصابع. [ اليهودية، 1.د/ أحمد شلبي، صـ 280- 286، بتصرف، اليهودية، 1.د/ أحمد غلوش، صـ 73- 74.]
محتويات البروتوكولات:
تتكون البروتوكولات المنشورة من أربعة وعشرين بروتوكولا، مشتملة على ما يلي مختصرا:
- ضرورة استعمال القوة في تسخير الناس الغرباء، واستعمال الخديعة في اقناعهم، واللجوء إلى الخيانة ،والرشوة كلما أمكن ذلك، ومع ذلك فمن الضروري رفع شعارات ذات مدلول طيب بلا ناتج عملي.
وبيان أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شىء، والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسى بارع، وهو غير راسخ على عرشه. وإن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا - ونحن نضع خططنا- ألا نلتفت إلى ما هو أخلاقي وما هو خير بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد.
وفي السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأموال بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة .
- الصحافة هى القوة العظيمة التي نستطيع بها توجيه الناس فيجب استغلالها في نشر نفوذ اليهود، مع ضرورة إقامة حكومات هزيلة لحكم العالم مكونة من العامة ومن غير المدربين على الحكم ،واستغلال الذهب المكدس والمال الكثير والنساء الجميلات ، تمهيدا لقيام حكومة اليهود العالمية.
- ضرورة نشر الكراهية في الأمم الأخرى، وذلك بالوقيعة بين الحاكم والمحكوم، وتشجيع عوامل الفقر، وتدعيم الطائفيةوإيجاد الانقلابات العشوائية، حتى يكون الناس على استعداد لتقبل حكم اليهود وسيطرتهم.
- ضرورة وجود أدوار تجتازها الجمهورية، واستغلال الماسونية عند غير اليهود، مع المنافسة الدولة الاقتصادية، ودور مضاربات عبادة الذهب.
- ضرورة إبراز أفضال الشعب المختار، وآثارة في العلوم والمال والحكم، ويجب إشاعة الحيرة في الرأي العام وإيقاعه في الاضطرابات.
- تنظيم احتكارات يهودية اقتصادية ضخمة في الصناعة والتجارة يمكن بها القضاء على صناعة وتجارة الغرباء.
- ضرورة أن يكون لليهود جيش قوي يمكنه في أي وقت تأديب الغرباء، وفي نفس الوقت يجب نشر الفتن في الأمم الأخرى حتى لا تكون لها قوة مؤثرة.
- وجوب استعمال الحقوق القانونية استعمالا غامضا للتضليل، واختيار الأعوان الذين يختارون من المركز الصهيوني مع التخرج العلمي الفائق المستوى. وملء المناصب الكبيرة أو الخطيرة بالناس الذين ساءت صحائفهم وأخلاقهم ، كي تقف مخازيهم فاصلا بينهم وبين الأمة، ومن أجل أن يدافعوا بحماس عن المصالح اليهودية التي وضعتهم في هذه المناصب وعرفت زلاتهم.
- تنظيم حكومة صهيونية تعتمد على خطط مرموقة وتشريع منظم، مع ضرورة أن تعرف سائر الحكومات بحكومةاليهود الدولية بمختلف طرق الخداع ، وتطبيق المبادئ الماسونية في مادة التعليم الذي نعلمه الشعوب.
- استغلال الفضائح، ونشر جراثيم الأمراض وغير ذلك من القبائح مع الاحتفاظ بالمظهر الخارجي للمسرح السياسي بعبقرية" أولاد الحرام" والاعتداد بالنفس.
- تفصيل في الوسائل التي تتبعها الحكومة اليهودية لإخضاع العالم والسيطرة على كل وسائل التوجيه وبخاصة الصحافة والكتب ، ووضع برنامج الدستور الجديد.
- إثارة مطالب الرأي العام في الأرياف مع التسلط على وسائل الإعلام ، بحيث نلهى الجماهير بأنواع شتى من الملاهي والألعاب لملء الفراغ، وسندعوا الناس للدخول في مباريات شتى في كل أنواع المشروعات كالفن والرياضة وما إليها.
- نشر النظريات المفسدة والمبادئ الهدامة ، مع الحاجة اليومية إلى الرغيف.
- ضرورة هدم الأديان الأخرىبإفسادهامن الداخل والحط من شأن رجال الدين، وتأسيس الجمعيات السرية للمساهمة في هذا الإفساد، وبخاصة جمعية الماسونية العالمية ، وجمعيات من داخل أديان الغرباء.
- الانقلاب أوالثورة يعم العالم في وقت واحد، مع الإكثار من المحافل الماسونية والأساليب المتحايلة مع احتشاد أموال مع اليهود، وحق القوي هو الحق الوحيد لاغيره.
- إفساد التعليم عند الأمم الأخرى، وبخاصة التعليم الجامعي منه، وتحويله إلى منتديات عامة.
وجوب مكافحة الكنيسة ، ومحاربة البلاط البابوي ، ووجوب التجسس على منوال منظـمة
"القبالا" [ القبالا: كلمة عبرية معناها التقليد أو التلقي الرواية الشفوية ، وهي كمصطلح أراد الباحثون به فلسفة القبول ومذهب القائلين بأن الإيمان هو قبول التراث، والتوفر على آداء الشعائر بالقبول والتسليم. انظر: الماسونية " رسالة ماجستير " د/عبد الله سمك، صـ 83، بتصرف.] مع سوء استعمال السلطة.
- وجوب تدابير الدفاع السرية ، ومراقبة المؤامرات من الداخل ، وزوال الصبغة الدينية عن السلطة ، وإلقاء القبض والاعتقال على أقل شبهة.
- التجريم في المسائل السياسية والإعلان عن الجرائم السياسية ، واعتماد الحكومةاليهودية علىالضعف والقهر في إذلال الرعايا الغرباء.
- تحديد الإيراد المالي وكيفية الحصول فيه للحكومة اليهودية حتى تتمكن من القيام بواجبها ومهامها في تحقيق سيادة اليهود على العالم كله.
- استغلال القروض الداخلية والديون والضرائب، وتحويل الديون إلى أن تصبح ما يقال له الديون الموحدة وتعلق الدولة الإفلاس، وذلك عن طريق بنوك التوفير، والدخل وإلغاء الأسواق المالية.
- استخدام الأسرار والشعارات مثل القدرة والخشوع، وسرما سيأتي به الغد.
- التقليل من الأدوات الكمالية ومحو المجتمعات السابقة، وبعثها في شكل جديد.
- تثبيت نسل الملك داود، وتخريج الملك وإعداده للعرش وله أعوان، ويكون فوق العيب." [ راجع بتوسع:بروتوكولات حكماء صهيون، جـ2/صـ 179-292، اليهودية 1. د/ أحمد غلوش، صـ 77-79.]
البروتوكولات"مخططات الهدم والتدمير"
وهي مخططات قديمة قصد بها تخريب الشخصية الإسلامية وإعادة صياغتها على نمط قاسد، ولكنها عدلت وأعيد النظر فيها على ضوء تجارب المعارك التي خاضها المجاهدون الإسلاميون ، وقلبوا بها كيد قرون!
وتتلخص خطوطها الأساسية- في صورتها الجديدة - فيما يلي: ( بصياغة إسلامية )
أولا: عزل القرآن عن الحياة عزلا صارما، بحيث يصبح كتابا تاريخيا متحفيا، لا يتجاوز تأثيره عجائز المساجد أوسرادقات المناسبات والمآتم.!!
ثانيا:تفريغه من محتواه الخطير بضروب من سوء التأويل، وتحريف التفسير، ولي معانيه من وجهتها الأصلية تحت ستار خدمة الدين ذاته، وتجديده...الخ
ثالثا: إطلاق الحياة الاجتماعية تركض- في صخب وطنين- على عكس ما رسم القرآن لها حتى تصبح عودته للحياة مستحيلة بقدر انفصال الواقع عنه.
رابعا: صياغة الفكر الجديد في الأمة على نمط أعوج مستعار من الشرق أو الغرب ، وليس له شخصية أصيلة الجذور ، بل يدور على محور واحد هو مجافاة الإسلام منهجا، وفكرا وسلوكا، بحيث يصبح المثقفون أعداء تقليديين للنمط القرآني ، بلسان الحال أو المقال.!!
خامسا: سحق الطلائع الإسلامية "الواعية" المنظمة التي تمثل الخطر الأكبر عليهم، باعتبارها طريق البعث الإسلامي القرآني الذي لا يغلب إذا تمكن.!!
* وهذا يفسر لنا كثيرا من الألغاز والطلاسم التي ماجت بها الساحة من حولنا ، وخاصة جانبها المواجه لأعداء الله في تخوم الأرض وحدودها.
* يفسر لنا- أولا- كيف استمات اليهود في إنشاء الأحزاب الشيوعية في بلادنا ، بل كان كبار أثريائهم هم الذين يمدونها بالمال، والتخطيط والمطبوعات ، ووسائل الإفساد من خمر ونساء...الخ
* يفسر لنا- ثانيا- سر موجات الانحلال المحمومة التي تتدفق على بلادنا عبر مخطط مرسوم يستخدم الأغاني الساقطة، والمسرحيات الهابطة، والأشرطة الماجنة، والآداب الخليعة كقصص الجنس، ناهيك عن الصحافة المنحلة، والأزياء المثيرة لأدنأ الشهوات"تماما كما تحدثت البروتوكولات الصهيونية"
* يفسرلنا- ثالثا-قضايا غريبة عسيرة الفهم مثل: الاستهزاء بعلماء الإسلام وإلغاء المحاكم الشرعية، والإصرار على تعديل..!!وتغيير قوانين الأحوال الشخصية..!!
* ثم يفسر لنا- رابعا- تلك الضراوة الوحشية الفاحشة في معاملة الحركات الإسلامية-الراشدة الفاقهة- التي تمثل رأس الحربة في قلب المخطط الشيطاني الزاحف، وفي الوقت الذي تطلق فيه الحرية للشيوعية لتقوم بدور مرسوم في تهديد العقائد والأخلاق وتأصيل الإلحاد والفساد، ولقطع الطريق على نبت الإسلام وإيجاد تيار فكري حركي يقارع التيار القرآني في أوساط الشباب.
وطوال العقود الأربعة الماضية دوخت هذه المنطقة عن عمد وإصرار وضربت ألوان من الزيغ الاعتقادي والزيف الفكري ، والتهريج الدعائي، حتى لا تهتدي إلى طريقها الأصيل، ولا ترد القضية إلى إطارها الإسلامي المتفرد.
وبينما كانت الأسفار والاصحاحات على بطلانها، تتلي في الشاطئ الآخر ويتربى عليها إخوان القردة والخنازير من يهود. كان الإسلام "العظيم"يعزل عن عمد، وينحىعن الساحة في ضراوة ، ويطارد في الفكر والواقع كأنه وباء عاصف!!
ولذلك جاء حجم الهزيمة هائلا رهيبا مخزيا، ولكنه كان أبلغ دليل على أن الإسلام ضرورة حياة ومصير، ووجود لهذه الأمة إن أرادت الحياة ، فضلا عن كونه دين الله ومنهاجه لعباده. [ معركة الوجود بين القرآن والتلمود، صـ 63-66، بتصرف]
وهذه السياسة التي وردت في البروتوكولات لا تخص أمة دون أمة ،ولا دينا دون دين، ولكنها سياسة عامة ، وإن كان للإسلام والمسيحية فيها الاهتمام الأكبر، وهذا الذي جاء في البروتوكولات مرتبط بالشخصية الإسرائيلية ، والنفسية اليهودية, ذلك لأن اليهود أمة تحمل في أعماقها خصائص نفسية بالغة التعقيد، وتنطوي على أخلاق غاية في العوج والالتواء، ولذلك تموج صدورهم بحقد طافح على الناس جميعا، وتتأجج جوانبهم-دائما- بوخز هذا الغل المحتدم، فيسعون في الأرض فسادا، ولا يرون لأنفسهم راحة وسعادة إلا على أنقاض الآخرين ولا يستريحون إلا بالدس والكيد , والتآمر والبغي والتخريب والانتقام؛ وإنه لأمر عجاب أن توجد أمة من البشرعلى هذا النمط في سلسلة واحدة غير الأزمنة والأمكنة، وتتأصل في أجيالها جميعا كل خلائق السوء إلى هذا الحد الرهيب.
ويكاد العقل ينكر هذا للوهلة الأولى ولا يصدق استمرار هذا السعار النفسي في الجيل بعد الجيل، على امتداد أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
ولكن هذا فعلا هو واقع اليهود وديدنهم ، بل هو دينهم الذي صنعوه لأنفسهم ، وأشربته قلوبهم على تعاقب القرون والأجيال، حتى صار كأنه سليقة مكتسبة، تنتقل مع "حاملات الوراثة" إلى دماء الأخلاف عن الأسلاف.
فالمشكلة اليهودية ترجع ابتداء وانتهاء إلى نوعية " الشخصية اليهودية" ذاتها، وما درجت عليه من بغضاء وإيذاء.وكانت جناية الجنايات في التربية اليهودية جعلهم ذلك كله دينا وعقائد، وشعائر وشرائع، وينسبونها -بزعمهم-إلى الوحي الإلهي، فتضفي ستارا من القداسة الدينية على هذه الأخلاق الدنيئة وتعطيها حوافز الإلزام والإحترام لدي الأجيال اليهودية.!!
وقد أمعن أحبارهم في اختلاق القصص والتعاليم التي تؤجج سعارها وضراوتها كلما ونت في الصدور، أو خمدت جذوتها بتتابع العصور، وبذلك استقرت واستمرت وتشابهت فيها قلوب الأولين والآخرين!!
وهذا الحقد اليهودي موجه إلى الناس جميعا من قديم ، ولم تفلت منه أمة قط، بل إنهم ليمدونه إلى عالم الغيب، بعد أن ضاقت عنهم الأحياء والأشياء في عالم الشهادة.!!
وهذه حقيقة تاريخية معروفة ومؤكدة ، ولم يجلها على نطاق واسع إلا القرآن العظيم الذي فصل أمرها وردها إلى جذورها ومنابعها العفنة، وكشف مداخلها ومخارجها في"النفسيةاليهودية" وساق للناس دلائلها من واقع التاريخ اليهودي الذي كان قد طمس ، وجهلت حقائقه وحوادثه، وما وراءها من بواعث وأهداف." [ معركة الوجود بين القرآن والتلمود، صـ 63-66، بتصرف.]
إن مقومات الشخصية اليهودية تتمثل في التعصب العنصري المرتبط بأسطورة خاصة بالأعراق والأنساب، وفي التعصب الديني الذي يعتبر الشريعة اليهودية خاصة باليهود وحدهم لأنهم شعب الله المختار، وتتمثل في حتمية الصراع، وفناء أمم العالم أمام إسرائيل.
ولما كانت هذه المقومات الثلاثة تدورحول فكرة واحدة هى فكرة الامتياز والاستعلاء والانفصال عن البشر، فقد اقتضى ذلك في الفكر الإسرائيلي بعض التفصيلات الهامة التي دعمت تلك المقومات،وهى إيمان اليهود العميق بحقارة أمم العالم ، واللغة العربية تميزهم بلفظ خاص بهم ، هو"الجوييم".
* واشتقاق لفظة "الجوييم" هذه ما يزال إلى الآن غامضا، يثير نقاشا طويلا بين العلماء، فبعضهم يؤثر التوقف، ويقول: لا أدري، بينما يحاول آخرون أن يلتمسوا للمفرد"جوي"وجمعه "جوييم" أصلا في اللفظة العبرية "جوية" التي معنها "جثة" أو "جسد" وكذا "رمة"، ووجدوا أن لفظة (جوى) كثيرا ما استعملت بمعنى "شخص" أو "نفس" فقد جاء في التوراة، قوله: "أتقتل نفسا (جوي) بريئة" [التكوين: 60:4]وفي نص آخر " في بطنك اثنان من النفوس (جوييم)" [التكوين:23:25].
وواضح أن المقصود هنا (ولدان) أو (جنينان) وإن كان اليهود قد فسروا ذلك هنا بأنه يخرج من بطن رفقة- زوجة إسحاق- شعبان: الأدومي والإسرائيلي، ومن العلماء من لا يستبعد أن تكون الكلمة من أصول غير سامية قديمة جدا. جاءت إلى العبريين من حيث لا يعلمون، ولكن اليهود صاروا يستعملونها للدلالة على الحيوانات المتجمعة في قطيع، أو الهوام تتحرك في أسراب كما أنها تعني- في نظرهم- أن الجوييم هم عباد أوثان، أو وثنيون، وكذا كفرة.
والجوييم مخلوقون من طينة شيطانية أو حيوانية نجسة، ولم يمنحهم الصورة البشرية إلا محاكاة لليهود، لكي يسهل التعامل معهم ، لأنه بغير هذا التشابه الظاهري لا يمكن التفاهم بين طائفة السادة المختارين، وطائفة العبيد المحتقرين.!!
فغيرهم "جوييم" أي حيوانات وأنجاس: حيوانات عنصرا، وإن كانوا في الشكل بشرا، وأنجاس لأن عنصرهم الشيطاني أو الحيواني أصلا لايمكن أن يكون إلا نجسا.وأن الجوييم ملك لليهود ، هم وما يملكون، ولذلك فمن حق اليهود، بل واجبهم المقدس معاملة الأمميين كالبهائم،هذا ...ولقد توسع أحبار اليهود في مدلول الجوييم،فأضافوا إلى الكلمة معنى القذارة المادية والروحية ، والكفر، وأصبحت كلمة "جوي" عندهم سبة، لدرجة أن اليهودي الذي يتعدى حدود الدين كان يشتم بها. واقتران معنى هذه الكلمة على ألسنة متعصبي اليهود بالسبة والتعيير، جعلهم إذا أرادوا الإشارة بها إلى شعب من غير اليهود، يريدون بذلك شتمه وتحقيره،وإذا أرادوا عدم تحقيره استعملوها بمعنى أمة، بنفس المعنى الأصلي.
وعلى الجملة فقد اقترنت كلمة(جوي) في عقولهم بالزراية والاحتقار ، فإذا قال اليهودي عن شخص أو شىء، إنه (جوي)فهو يعنى بذلك أنه همجي بربري يجمع القذارة والنجاسة والحقارة. [ الشخصية الإسرائيلية، د/ حسن ظاظا، صـ 47-49، بتصرف، ط/ دار القلم ، دمشق، (الأولى) سنة 1405هـ/ 1985م.]
الفصل الثاني: أساليب التنظيمات اليهودية
مدخل:"الجمعيات السرية"
الجمعيات السرية الخطيرة كانت ولا تزال من أهم المؤسسات التي اعتمد عليها اليهود لتنفيذ أغراضهم والوصول إلى أهدافهم، وقد ينشئ اليهود جمعيات لهذا الغرض،أو يوعزون بإنشائها لغيرهم، وقد يجد اليهود جمعيات قامت لغرض أو لآخر فيندسون فيها ، وينفثون فيها سمومهم، ويوجهون أتباعها وجهتهم التي يريدونها ، ولا تكاد توجد جمعية ذات أسرار وأخطار إلا كان اليهود يعيشون فيها خلف الستار.
والمراجع العديدة التي اعتمدنا عليها في هذا الباب توحى بأن اليهود كانوا خلف الحركات التي هبت في وجه المسيحية والإسلام، فقد كانوا خلف جمعية "فرسان المعبد" وجمعية : القداس الأسود" وجمعية الصليب الوردي"، وجمعية "البنائين الأحرار" التي تسمى"الماسونية"وغيرها من الجمعيات التي وجهت نشاطها للنيل من المسيحية.
وكانوا خلف القرامطة ، وغلاة الشيعة، وغيرهما من الجمعيات التي ناصبت المسلمين العداء ،رغبة النيل من الإسلام.
وفي مكان آخر- يقول الدكتور أحمد شلبي: " لم أقبل تعبير "غلاة الشيعة" وقلت : إن هؤلاء ليسوا شيعة، وليسوا مسلمين، وإنما هم جماعة من أعداء الإسلام تظاهروا بالدخول فيه وتظاهروا بالتشيع، فجعلوا من اسم الشيعة ستارا لهم، ونسجوا خلفه ألوانا من الترهات والأباطيل بقصد الكيد للإسلام والمسلمين.
وينبغي لي أن أوضح شيئا خطيرا يصنعه أعداء الإسلام للنيل منه، ذلك أنهم على اختلاف مشاربهم أدركوا أن من العسير جدا أن يرتد المسلم عن الإسلام إلى سواه من الأديان، وأن محاولة ذلك تكلفهم جهدا كبيرا ومالا ضخما دون أمل، ومن هنا اكتفى هؤلاء من المسلم بتضليله، ودفعه إلى الانحراف والبعد عن الإسلام الصحيح إن لم يعتنق دينا سواه. ومن وسائلهم لذلك أن يكلموه عن الإنسانية والعمل لخيرها مع الإيمان بالله وتوحيده، ويجعل هؤلاء شعارهم " الله " أو "الإنسانية".
ومن وسائلهم أن يصوروا له أن الأديان "أفيون" الرعاع ، فينحدروا به إلى اللادينية، ومنها أن يزجوا به إلىمذهب منحرف من المذاهب التي تربط نفسها بالإسلام، كالأحمدية، والإسماعلية، والبهائية، والبابية...
واليهود خلف هذه الطرق جميعا بطريق مباشر، كأن يؤسسوا هذه الجمعيات أو ينضموا إليها، وبطريق غير مباشر،كأن يدفعوا الاستعمار إلى تأييد مثل هذه الجمعيات، والهدف واحد هنا وهناك.
وإذا تركنا الماضي وعنينا بالحاضر وجدنا اليهود خلف كثير من الجمعيات السرية الخطرة، يوجهـها للنيل من الإسلام في أرض الإسلام ، ومن المسيحيين في بلاد الغرب،ومن كل دين وخلق. [ اليهودية، د/ أحمد شلبي، صـ 331، 332، بتصرف.]
فمما لا شك فيه -وهذا أمر ثابت تاريخيا أنه ظهر خلال حقب التاريخ المختلفة"جمعيات سرية" كانت تغرق في السرية ، والرمزية، كلما ازداد أعداؤها في اضطهاد عناصرها وظلمهم.
وكثيرا ما تعرضت هذه الجمعيات لافتضاح أمرها،أو اعتقال أفرادها، ومن ثم شيوع طرق تنظيمها وإفشاء أسرارها.
ومن الطبيعي أن التنظيمات اللاحقة تستفيد من أخطاء التنظيمات السابقة، وتتأثر بها وتتحاشى هناتها ولو تغيرت الغايات والأهداف، فإذا ما تشابهت الأهداف، فمن الطبيعي أن تتشابه "الرموز"و"الطقوس" وربما التسميات.
ومن المعروف تاريخيا أنه كان لبنى إسرائيل دولة بمعنى الدولة في زمن النبي "سليمان عليه السلام" فقط، ومنذ سنة 587 قبل الميلاد ، حينما أغار بختنصر على مملكة يهوذا، وساق أهلها أسرى إلىبابل، لم يستطع اليهود إقامة دولة رغم محاولاتهم المتكررة التي كان يعقب كلا منها تشتت جديد، وتشرد في مختلف أنحاء العالم، وهناك في "بابل"- في الأسر- اخترع زعماؤهم فكرة" الوعد"، ورسخوا في أذهانهم خرافة " شعب الله المختار" ليحافظوا على وحدة الشعب وصفائه العنصري ويعيدوا إليه ثقته في نفسه.
لذا لا يستبعد عقليا أن يعمد اليهود إلى تأسيس جمعية سرية تعمل على تحقيق أهدافهم ، بل أكثرمن ذلك ولا يستبعد تشكيلهم لحكومة عالمية سرية ، تتألف من قادتهم ذوي الأطماع الكبيرة في السيطرة على شعوب العالم التي يسمونها "غوييم" ، وهم الذين يعتقدون أن اليهود" شعب الله المختار".
وهذا ما يجعلنا لانستغرب، بل نميل إلى الاعتقاد بأنه يوجد لليهود "حكومة عالمية سرية" لا وطن لها ولا أرض ولا سلطات، وهم الذين قضت عليهم طبيعتهم أن لا تكون لهم حكومة فعلية أو وطن أو أرض أو دولة. لكن يجدر بنا أن نتساءل:ما هو مدى سيطرة هذه المنظمة السرية، أو " الحكومة الخفية" على الحكومات الحقيقية، وعلى التنظيمات العالمية خاصة تلك التي ارتبط اسمها بالصهيونية العالمية وأخص بالذكر "الماسونية"[ حكومة العالم الخفية، شيريب سبيريد وفيتش، ترجمة: مأمون سعيد، صـ 9-11، ط/ دار النفائس ( السادسة) ، عام 1405هـ/ 1985م.]
والحقيقة التي لامراء فيها أن جذور الماسونية إنما هي جذور توراتية تلمودية، بدليل أن جميع الرموزوالإشارات والأسماء المستخدمة في جميع درجاتها مأخوذة من التوراة والتلمود. كما أنها تخدم مخططات اليهود ، بدليل أن الأعضاء المتقدمين فيها يقسمون عند التكريس للدرجات العليا على التوراة، بعد أن يختفي القرآن والإنجيل اللذان كانا يظهران في الدرجات الدنيا إلى جانب التوراة ، ويقسمون على ماذا؟ يقسمون على العمل لبناء الهيكل وقيام إسرائيل ، وحمايتها بكافة الوسائل عند قيامها. [ القوى الخفية لليهودية العالمية، "الماسونية" صـ 9.]
فاليهود يعتمدون اعتمادا كبيرا في بلوغ غايتهم ونشر مفاسدهم على الجمعيات السرية، والحركات الهدامة، والمنظمات الخفية.
وإن الدور الذي قام به اليهود في بث روح الثورة وإنشاء الجمعيات السرية، وإثارة الحركات الهدامة عظيم جدا، وإن كان من الصعب أن نعينه بالتحقيق ، فمنذ أقدم العصور نرى أن أثر التعاليم اليهودية الفلسفية السرية ظاهر في معظم الحركات الثورية والسرية . والمصدر الذي تجتمع فيه التقاليد اليهودية السرية إنما هو فلسفة "الكابالا" وهي كلمة عبرية معناها "ما يتلقى" أعني التقاليد.
و"الكابالا" هي مزيج من الفلسفة والتعاليم الروحية والشعوذة والسحر المتعارف عليه عند اليهود من أقدم العصور، والواقع أن الدور الذي لعبه اليهود - عن طريق الجمعيات السرية- في الثورات الحديثة ظاهر لا سبيل إلى إنكاره، وبالبحث والاستعراض نرى أنه دور مزدوج فهو يستند إلى المال والخفاء معا.
ذلك أن اليهود منذ العصورالوسطى امتلكوا ناصية الشئون المالية في معظم الجمعيات الأوربية، وسلطوا عليها في نفس الوقت سيلا من ضروب السحر والخفاء.."
وإذا عرفنا أن هذه الجمعيات والحركات الهدامة ترمي إلى سحق نظم المجتمع الحاضر من دينية وسياسية وأخلاقية، ذكرنا في نفس الوقت أن هذه هي الغاية الأساسية التي تعمل لها اليهودية العالمية منذ عصور." [ الجمعيات السرية والحركات الهدامة للأستاذ محمد عبد الله عنان، صـ 115، بتصرف.]
هذا وإن الجمعيات السرية اليهودية تتطور بتطور العصر ، وتتزايد بتزايد الأيام، ومن الجمعيات السرية زيادة على ما ذكر ، أندية الروتاري، والأنرهيل والروتراكت، والليونز....الخ
ذلك فضلا عن اختلاط الأنساب والصلات المحرمة بين الصهيونية والصليبية التبشيرية، والشيوعية، والرأسمالية، والعلمانية، واليهودية، والبهائية، والقاديانية، والإبراهيمية ودعاة السلام العالمي، وتوحيد الأديان واللغات وأندية البحر المتوسط، وغيرهم. [ الروتاري في قفص الاتهام، أبو إسلام أحمد عبد الله ، صـ 16، بتصرف، دار الاعتصام ( الأولى)]
وإذا افتضح أي أسلوب لتلك الجمعيات السرية ، بحثوا عن ثوب جديد يسترون به سوآتهم وحقدهم وخبثهم ومكرهم للأديان ، يدعون كسر الحواجز العقدية كلها بين البشر، فاخترعت أندية "شهود يهوه" و "بناى بريث " و " مدارس الإليانس" و"مدارس سان جورج"و"التسلح الخلقي" و" الاتحاد والترقي"و اليوجا" و"المتفائلات" و" محفل الفاهمين" و"السوروبتسمت" و غير ذلك مما تعرفه حكومات الشرق والغرب." [ المرجع السابق، صـ 158، بتصرف.]
" وإن حديث هذه الجمعيات هو عن الخدمات التي تقدمها للبشرية والسلام بين الشعوب ، ونبذ العنصريات والعصبيات لجنس أو لون أو دين، وأن الميادين التي تدعوإليها هي "الإخاء- الحرية - المساواة".[ المرجع السابق، صـ 206، بتصرف.]
والذي يجب أن معرفة أن وجود ناد واحد من هذه الأندية في بلادنا يحدد بوضوح وجلاء ملامح علاقة أعضاء هذه الأندية بالنشاط الدولي والخفي للصهيونية العالمية ، وإن خفى ذلك على " عمياننا " فلن يخفى علىذوي الأنوف السليمة".[ المرجع السابق، صـ 223، بتصرف.]
" هذا ... ولقد لعب العمل السري المنظم دورا كبيرا، بل وهاما في تاريخ البشرية ، ولقد أثر العمل السري أعظم الأثر في توجيه تطورات كثيرة في حياة المجتمعات في السلم والحرب على حد سواء، بل كان من أقوى الوسائل إلى الإعداد لقيادة التغيير بهدف الإصلاح والعمران والتطور، أو بقصد الاستغلال والهدم والتدمير في حياة المجتمعات الآمنة والمستقرة، وذلك بالعمل على هز أركانها، وزعزعة مقومات الأمن وعوامل الثقة بين أبنائها بتفكيك روابطها والعمل على مسخ الغايات المثلي لأبنائها.
ومن عجب أن تاريخ الجمعيات السرية يفيض بسحر خاص، وجاذبية قوية تشد فريقا من النـاس للعمل السري، ولقد بلغ سحر التعلق بالانخراط في عضوية العمل السري إلى نوع من المجازفة والمخاطرة, وتنفيذ غرائب الأعمال، بل القيام بأعظم التضحيات الشخصية وذلك في ظل طاعة عمياء، واستسلام مطلق لمصادر وقيادات التوعية لمهام العمل السري في ضوء مخططه العام.
وتاريخ الجمعيات السرية يقول لنا:إنه كلما كان العمل المنوط به العضو محاطا بأسلوب من السرية. وجو من الكتمان ، وكلما كانت المهام المكلف بها العضو ستمثل لغزا شخصيا له نتيجة إعداده التنظيمي، كان ارتباط العضو بالعمل قويا وشديدا."
والجمعيات أو التنظيمات الماسونية كمذهب "سري"يقوم على أساس من تراث ديني وسياسي متوارث عند اليهود، لتعبر هذه الجمعيات والتنظيمات عما يؤمن به أولئك الغلاة من المتطرفين الذين يرون في أنفسهم: أنه عن طريق اصطفائهم وانتقاء عنصرهم هم الصفوة المنتقاة من البشر الذين من حقهم أن يصنعوا بالمثل العليا للإنسان والقيم والمعتقدات، ما يرونه كفيلا بتهيئة الأرض السياسية والدينية التي يقوم عليها سلطان الجنس اليهودي المدعي، وسيادة الشعب المختار!!
حتى ولو كان الأسلوب أو التنظيم الذي تراه القوي اليهودية جيلا بعد جيل مسخا وتشويها لكل قيم الوجوه الإنساني، وذلك بهدم الأديان ورفض القيم والأخلاق وإنكار الرسالات والتجرد من كل عرف أو مألوف إلا ما يساعد على نشر سيادة عقيدة الجنس اليهودي، والتمكين لأطماعه في الأرض والبشر، وذلك بفرض أساليب الغزو الفكري والوجداني للبشر قبل فرض السيادة المدعاة.
والجمعيات الماسونية ، او التنظيم الماسوني هو من أدق وأعقد الأساليب الخفية والمستترة في استقطاب حركة المجتمعات وتوجيهها، إلى حيث تريد لها القوى اليهودية في مخططها العالمي الذي يتمثل في الحركة العنصرية التي تقيم دعواها على أساس من معتقد مصطنع، وتاريخ مزيف في السيطرة على العالم وعلى مقدراته، وانطلاقا متعاقباومتواليا عبر مراحل التاريخ ، من أرض الدين والتاريخ، المدعى لبني إسرائيل من فلسطين كبداية للسيطرة على العالم ومقدراته. [ الماسونية ذلك العالم المجهول" دراسة في الأسرار التنظيمية اليهودية العالمية " د/ صابر طعيمة، صـ 7-9، بتصرف.]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق