و لنقرأ مثلا من موقع الأنبا تكلا :
وتتم القبلة بين المحيطين من المصلين الواقفين عن طريق السلام بكلتا اليدين
و لكن ربما يصدم البعض اذا عرف أن هذا الطقس أو هذه القبله كانت تؤدى قديما من الفم للفم , و ليس فقط الرجال مع الرجال و النساء مع النساء , بل كان مسموحا بتقبيل كلا الجنسين للآخر .
ليس هذا كلامى , بل كلام المراجع المسيحيه .. دعونا نقرأ التالى :
At the Origins of Christian Worship
Larry W. Hurtado
صفحة 42 و 43 و 44 :
يتضح التضامن و الألفه كسمتين تميزان المجموعات المسيحيه الأقدم  فى أمر يبدو أنه كان ايماءة مميزه , و هى القبله الخاصه بالرفقه فى الليتورجيه المسيحيه هنا اشارات الى " القبله المقدسه " فى العديد من 
رسائل بولس ( روميه 16 – 16 , كورنثوس الأولى 16 – 20 , كورنثوس الثانيه 13 – 12 , تسالونيكى الأولى 5 – 26 ) , و ربما أن نفس هذه الإيماءه قد أشير اليها باسم " قبلة الحب " فى بطرس الأولى 5 – 14 .           هذا الحث للمشاركه فى القبله , دون أى شرح آخر , يدل على أن ممارسة هذه الإيماءه كان أمرا منتشرا و مألوفا بين المجموعات المسيحيه الأولى .           اذا أخذنا فى حسباننا أن 
رسائل العهد الجديد يبدو أنها قد ألفت لتستخدم فى القراءات الليتورجيه و تحتوى على صياغات ليتورجيه ( مثل التحية و التطويب " نعمه و سلام " , و التعبيرات التى تستخدم فى الصلوات " آمين " و " آبا , الآب "  , و لفظ " ماران آثا " الوارد فى كورنثوس الأولى 16 – 22 ) , فمن المحتمل أن " القبله المقدسه " أو " قبلة المحبه – أجابى – " يجب أن تفهم على أنها تعطى و تؤخذ فى مكان العباده (7 )  .
 
إن الإشارات المتأخره ل " القبله المقدسه " فى الكتابات المسيحيه فى القرن الثانى و القرون التاليه تتعامل معها بانتظام على أنها ممارسة ليتورجيه , غالبا ما تربط  بالإفخارستيا خاصة (8 ) . و أيضا , فإننا نعلم أنها كانت تعطى " من الفم للفم " J J J  , قبله متبادله , تعبر عن الألفه و الموده المتبادله بين كل المجتمعين , و أنه فى القرن الأول أو نحوه على الأقل , كان يتم تبادل القبله مع الأعضاء من نفس الجنس و من الجنس الآخر أيضا J J J  .فى الوقت الذى خيف فيه من الوقوع فى الخطأ , و كمحاولة لتهدئة الإشاعات التى يطلقها الوثنيون عن الإختلاط بين المسيحيين , سعت السلطات الكنسيه المتأخره نحو قصر التقبيل على الأشخاص الذين هم من نفس الجنس (9 ) . و لنفس الدافع , كانت تلك القواعد التى تنص على أن تعطى القبله المقدسه و الفم مغلق , و أنه لا يسمح بقبلة ثانيه (10 )  ! J J J 
من المحتمل أن التحذيرات الوارده فى 
العهد الجديد ضد الزنا ( مثل تسالونيكى الأولى 4 – 1 الى 8 ) تعكس اعترافا بأن رغبات جنسيه غير ملائمه يمكن أن تنشأ بين المسيحيين , تحديدا بسبب هذه الألفة التى توجد أثناء ممارستهم للعباده J J J , و بسبب أخلاقياتهم الدينيه المتوسعه .
 
عند عدد من شعوب البحر الأبيض المتوسط القديمه , كانت القبله كعلامة للتحيه و الإحترام و الموده ايماءة شائعة بين أفراد العائله الواحده , و كانت تمتد فى المجتمعات الشرق أوسطيه الى دوائر أوسع من أصدقاء المجتمع كإشارة تشريف و رفقه ( على سبيل المثال , توبيخ يسوع لضيف عشائه لأنه لم يحيه بقبله , انظر لوقا 7 – 45 )  و لكن الممارسه المسيحيه الأقدم تبدو غريبة نوعا ما من حيث أنها جعلت هذه القبله ايماءة ليتورجية تمارس بانتظام , و من حيث أنها توسعت فى دائرة الألفه المسموح بها نحو كل المجتمعات من الجنسين J J J .
إن لغة الحديث الأقدم بين المسيحيين التى استخدمت فى العبادات الجماعيه تعبر عن الألفه (11 )   لقد أشار المسيحيون لبعضهم البعض بأنهم إخوة و أخوات , و أبناء لنفس الآب السماوى , أو أعضاء فى جسد واحد ( كورنثوس الأولى 12 – 27 )  من المحتمل أنه كأعضاء فيما يمكن أن يسميه علماء الإجتماع " عائله متخيله " تتألف من إخوة و أخوات فى المسيح , قد اعتبر المسيحيون الأوائل أن الإعتياد على " قبلة الرفقه " المقبوله بين أفرد العائله البيولوجيه الواحده , قد اعتبروها ملائمة أيضا فى أماكن العباده المسيحيه , حيث يعبر هناك عن علاقتهم العائليه فى الله

 
كما نقرأ أيضا فى :
Encyclopedia of early Christianity, المجلد 1
 بواسطة Everett Ferguson,Michael P. McHugh,Frederick W. Norris
صفحة 656
قبلة السلام :
فى الأصل تعبير عن المحبه و الرفقه المسيحيه , و لاحقا صارت عملا يمارس فى العباده الليتورجيه .           إن مصطلح " قبلة السلام " بحد ذاته لا يظهر فى العهد الجديد , و لكن منشأ هذا الطقس هو " القبله المقدسه " الوارد ذكرها فى رسالة روميه 16 – 16 , كورنثوس الأولى 16 – 20 , كورنثوس الثانيه 13 – 12 , و تسالونيكى الأولى 5 – 26 , و " قبلة المحبه " الوارد ذكرها فى رسالة بطرس الأولى 5 – 14 .              إن أقدم اشاره للقبله فى العباده الرسميه  نجدها عند يوستينوس ( 1 apol . 65 . 2 )  : " بعد الإنتهاء من الصلوات , نحيى بعضنا البعض بقبله " .              على الرغم من ذلك , فقد أسىء استخدام هذا الطقس بكل سهوله , فيشتكى 
أكليمندس السكندري( paed . 3 . 11 . 81 )  من القبلات الوقحه المدويه التى تحدث فى الكنائس , و هيبوليتوس ( Trad . ap . 2 . 18 )  , و تأمر الدساتير الرسوليه ( 2 . 7 . 57 , 8 . 2 . 11 )  بأن يقبل الرجال الرجال فقط , أن يقبل النساء النساء فقط  ( و تشير أيضا الى أن المتنصرين ليس لهم أن يشتركوا ) .         يسمى ترتليان ( Or . 18 )   هذا الطقس بكل بساطه باسم " السلام " ( the Peace )   أيضا يربط بينه و بين الصلوات التى تقال فى العباده و بالمصالحه , و يحث الصائمين على ألا يرفضوه .             
 
فى الليتورجيا الشرقيه , احتفظت هذه القبله بمكانها بعد الصلوات ,  و لكنها نقلت  فى الكنيسه الغربيه فى القرن الخامس أو السادس الى احتفال 
الإفخارستيا.             المواضع الأخرى التى كانت تمارس فيها هذه القبله فى الكنيسه القديمه هى المعموديه و الرسامه و الزواج و تكريم القديسين و الدفن .             أوشك هذا الطقس أن ينقرض فى أواخر العصور الوسطى و أن يحل محله تقبيل المذابح و الأيقونات و الكأس و الكتاب المقدس .              لقد حدث إحياء لهذا الطقس فى العصور الحديثه .
 
جيمس أ . بروكس

 
ابن أويس القرني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق